08 أكتوبر 2025
تسجيلعندما صُدم العالم بفيروس كورونا وسرعة انتشاره وأثره على سير الحياة، دخل الناس - وحتى الحكومات- في مراحل الصدمة، التي تسمى علمياً بنموذج كيوبلر روس، وهي: الإنكار: في البداية ينكر الشخص ما حصل له ويعتبر أن هناك خطأ ما، ولا يوجد شيء، وأن ما حدث قد يحدث للآخرين ولكن ليس له. الغضب: بعد أن يعي الشخص أن المصيبة قد حلت فعلاً وأنه لا طائل من الإنكار؛ يدخل في نوبة من الغضب والتوتر والإحباط مما حدث. المساومة: يحاول الشخص أن يجد مخرجاً سريعاً من هذا النفق المجهول، وإيجاد حلول -مجدية أو غير مجدية- لاستعادة حياته السابقة، أو للتعايش مع الوضع الجديد. الاكتئاب: يستوعب الشخص الحقيقة وحجم الأزمة، فيدخل في نفق مظلم لا يرى له مخرجاً. التقبل: هنا يبدأ الشخص في التعامل مع التغيرات التي حدثت له بشكل عملي والتكامل مع الوضع الجديد. طرحت هذا النموذج الطبيبة النفسية إليزابيث كيوبلر روس وفريقها، والذي يصف المراحل التي يمر بها الإنسان عند حالات الصدمة عند تعرضه لأحداث جسيمة غير متوقعة، كالإصابة بمرض عضال، أو وفاة شخص عزيز، أو خسارة مالية كبيرة، أو حتى صدمة فيروس كورونا. ليس من الضروري أن يمر الشخص بجميع هذه المراحل، فهناك من يتمتع برباطة جأش تمكنه من تخطي بعض المراحل والنهوض سريعاً، وهناك من استفاد من مصائب غيره فأخذ الدروس والعبر. وهذا ما رأيناه جلياً على المستوى الشخصي عند الناس، بل وحتى على مستوى الدول التي أنكرت واستهزأت في البداية بالمرض، ثم تخبطت في الإجراءات، وهكذا مع جميع المراحل الأخرى، فكانت عاقبتها وخيمة، ويكمن الفرق بينهم في القدرة على استيعاب التغييرات وسرعة التعامل والتأقلم معها وتجاوزها.