08 أكتوبر 2025
تسجيلأيدت دول الخليج بالإجماع مقترح دولة الكويت الشقيقة بإنشاء شبكة أمن غذائي خليجية متكاملة موحدة لتحقيق الأمن الغذائي النسبي لدول المنظومة، وذلك في إطار تصديها لتداعيات وآثار وباء فيروس كورونا الذي دق ناقوس الخطر على مستوى دول العالم وأوقف كل الأنشطة التجارية وكل ملامح الحياة على أرجاء المعمورة. ونصّ قرار الإجماع الخليجي على تكليف الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي بإعداد ورقة عمل عن الأمن الغذائي بين دول المجلس، وتشكيل فريق عمل يتكون من ضباط اتصال من وزارات التجارة بدول المجلس، يجتمع دورياً لرصد المستجدات المرتبطة بانسيابية السلع بين دول المجلس، والعمل على حل المشاكل التي قد تعيق انتقال السلع في التجارة البينية. أصدقكم القول بأن هذا الخبر أصابني بالذهول والاستغراب حتى إني ظننت أن منظمتنا الخليجية التي خذلت شعوبها أثناء الأزمة الخليجية قد أصابتها أعراض كورونا، وأصبحت تناقض نفسها وتستخفّ بعقول دولها وشعوبها، فلو لم تحدث أزمة حصار قطر من قبل جيرانها لقلنا بأن القرار بالفعل جاء في وقته ويحاكي تطلعات شعوبه لا سيما في هذه الظروف الصعبة التي تحتاج فيها دول الخليج إلى التلاحم والتكاتف، ولكن أن نرى حماساً منقطع النظير من قبل دول الحصار بشكل خاص وهي التي لعبت دوراً كبيراً في حصار شعب كامل ومنعت وصول المواد الغذائية إليه محاولة تركيع قطر فهذا لعمري هو قمة المسخرة!. ولعل أبلغ ما قيل في هذا القرار هو ما شبهه سياسي قطري بأنه "المضحك المبكي" وينقصه أقل القليل من الاحترام للعقل الخليجي الذي لا بد منه كي يتوفر الصدق، وأبدى تساؤله عن كيفية إرسال قطر لمساهماتها من المواد الغذائية أو كيف ستتلقاها؟ وكيف سيتم ذلك هل سيكون عبر عمان أم الكويت أم سيكون بشكل مباشر؟!. وكما شبهه السياسي بالخبر "المضحك المبكي" في نفس الوقت فإن من يقرأ بعض الجمل في نص الاتفاقية التي وافقت عليها الدول الخليجية ستنتابه حتماً حالة هستيرية من الضحك المتمثل في وصفهم "العمل على انسيابية السلع بين دول المجلس" أو "العمل على حل المشاكل التي قد تعيق انتقال السلع في التجارة البينية"!. ولكن لا تعليق لنا على هذه المهزلة إلا بالقول "شر البلية ما يُضحك"، وما زلنا وسنظل نكرر مقولة راعي نهضتنا وولي أمرنا سمو الأمير المفدى "حفظه الله ورعاه" بأننا بدونهم بألف خير. فاصلة أخيرة أيُعقل أنهم نسوا حصارهم الجائر الذي فعلوه بنا؟ وأنهم بوقاحتهم يريدون أن يوظفوا أزمة كورونا من أجل تحقيق مكاسبهم باسم مجلس التخاذل الخليجي؟!. هل ما زالوا يمنّون أنفسهم بأننا سنشرب حليب المراعي الذي اشتاقت له المعدة القطرية و"ماي" دبي وسنأكل المتاي البحريني؟!. [email protected]