10 سبتمبر 2025

تسجيل

متعة الصمت

22 أبريل 2018

الصمت حديث الروح، وإنك عندما تصمت تسمع أكثر وتتعلم أكثر على عكس كثرة الحديث، فإنك تُسمع أكثر وتنقل المعلومات الموجودة عندك أصلا إلى الآخرين، وهذا مطلوب لتبادل الخبرات والإفادة بين البشر، ولكن الفائدة الأكبر هي عندما تكون صامتا متلقيا لمخزون جديد من المعرفة ولو لم يكن هناك متحدث من البشر فالطبيعة لا تصمت أبدا حتى عندما تكون هادئة. قليلون الذين يتقنون فن الصمت والتأمل لفترات طويلة، يحاكون الطبيعة بدون الأحرف والكلمات، ينهلون من عجائبها ويتفكرون في قدرة الخالق عز وجل، سماء مرفوعة وجبال منصوبة وأرض مبسوطة وبحار لا يمكنها أن تكون كافية لمداد كلماته عز وجل، وتساؤلات لا يمكن لأحد الإجابة عليها بشكل كامل، كيف خلقت تلك الإبل ورفعت السماء ونصبت الجبال وبسطت الأرض ووزعت الأرزاق على كل حي؟ إنك عندما تصمت تتفكر وتفكر كثيرا حتى فيما توصل إليه بشر عاديون من اختراعات وانجازات تكون مبهرة أحيانا فنقول ونحن صامتون سبحان الله وجزى الله خيرا كل من اخترع واكتشف ونفع بعلمه، ولكننا نعود ونقول إذا كان هذا العقل البشري قد أنتج كل هذه المخترعات والانجازات المفيدة والضارة للبشر فكيف تكون قدرة من قدر وخلق هذه العقول مجتمعة. ألم أقل لكم إن للصمت متعا وفوائد لا تعد ولا تحصى، ونذكر السبع فوائد للصمت: عبادة من غير عناء، وزينة من غير حلي، وهيبة من غير سلطان، وحصن من غير حائط، والاستغناء عن الاعتذار لأحد، وراحة للكرام الكاتبين وستر لعيوب الجاهلين. وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال "بكثرة الصمت تكون الهيبة" وقال لقمان الحكيم لابنه: "يا بني إذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر أنت بحسن صمتك". ويقال عندما يكثر كلامك تكثر زلاتك، وإني أرى أن أغزر مناهل المعرفة يمارسها الانسان بصمت هي القراءة آخر الكلام... لا تضيع متعة وهيبة الصمت برخيص الكلام شكر وتقدير لاقى صباح الأحد الماضي “آخر سفينة“ ردود فعل كثيرة ومتباينة، فجزيل الشكر والتقدير لكل من تواصل معي وقد تباينت وجهات النظر ودعت معظمها إلى الاستفادة من فترة النفط والغاز لإحداث تنمية شاملة في كل قطاعات الحياة والاستفادة من تجارب بعض الدول مثل التجربة النرويجية والسنغافورية وغيرها. أكرر شكري وتقديري لكل من تفاعل مع آخر سفينة.