13 سبتمبر 2025
تسجيل• تدفقت على بريدي الالكتروني وتوابعه جملة من التعليقات على مقال الاثنين المنصرم " محاذير ومصداقية مؤتمر مانحي دارفور " وقد اطلق عليه محمد خير من مدينة الرياض " مقال حارق للجوف " فاقتبسناه عنونا لمقالنا اليوم.. قال اذا كان هناك من يتحسس انامله التي امتدت الى المال العام هناك من صكت اسنانه وعض شفاهه ونبض قلبه غلا وغيظا عندما قرأ.. شددوا في طرح المناقصات.. رابطوا في مواقع التنفيذ.. سدوا الابواب على ضعاف النفوس الخ.. •اما عبدالمولي المقيم بمدينة جدة المملكة العربية السعودية فقد قال " شكرا على المقال النابض وشكرا لانك كتبت بمصداقية عن اعمار دارفور والدعم المقدم من دولة قطر الشقيقة ولحساسية الوضع في هذا الاقليم فانه يحتاج الى المزيد من تسليط الضوء حول ضرورة ألا تمتد الايادي الفاسدة نحو اموال اعادة التعمير الخ ". •لا اعتقد ان هناك تعبيرا أبلغ لحراسة المال العام والخوف من اختراق مشروعات التنمية من قول القاري محمد خير "حارق للجوف" ذلك لان الكثيرين اكتووا بما تتعرض له مصالح الناس من " فاسدي الذمم جهارا نهارا.. ومشروعات النماء التي توقفت عجلات قطاراتها وما عادت قادرة على الحراك نتيجة المحسوبية وموت الضمائر وتلوث الايادي النافذة تحت سمع ونظر من يجلسون على كراسي الحكم ومطاطية وضبابية قوانين حراسة المال العام.. •من حق الاخوة القراء ان يصيبهم الخوف من ان تذهب اموال المانحين والتي اصلا ستأتي بشروط صعبة وبالقطارة لغير مستحقيها.. ان مجالس الخرطوم تتحدث عن قصص الفساد والافساد وهي ثقافة جديدة اخترقت اخلاقيات الشعب السوداني الذي طالما تغنت بقيمه واخلاقياته كثير من الشعوب المجاورة والتي عرفت الرشوة والمحسوبية وتفننت في وسائلها وطرقها.. •الخرطوم الآن تختنق بضائقة معيشية لكنها اخف على قلبها النابض بالحيوية من تلوث سمعة انسانه البسيط وجرح كرامته وصار البعض يشكو لطوب الارض من افرازات هذه الضائقة والتي اوجدت " طابورا خامسا طفيليا " يجادلك في عمولته وهو كالبقعة السوداء على الثوب السوداني ناصع البياض. •شريحة كبيرة من البشر تنام وبطونها خاوية تفك ريقها بكوب ماء وربما "عيش حاف" وبينما تحرك الالتزامات الاسرية من تعليم وعلاج وايجارات كما يحرك دهاقنة لعبة الشطرنج البيادق بحذر وترو.. انهم يتصببون عرقا قبل ان يخرجوا فئة " الجنيه " سيء السمعة امام العملات الاجنبية لان حاجتهم له تتضاعف هناك صاحب الخضار وبائع اللبن وصغار يصرخون جوعا وربما أم او جدة تصارع المرض وتحتاج لدواء وفحوصات واجراء عمليات منقذة الخ.. •نعم اضربوا بيد من حديد على هذه الايادي الفاسدة السارقة لا تدعوا تجربة تدفق البترول تتكرر الذي ادخل الغالبية ليس لنادي الرخاء بل لدائرة الفقر وهذه ليس من عندياتي.. فمن يدخل لاي بقالة او لصيدلية يستطيع ان يقيس نسبة التضخم وما ان يغادر لسيارته حتى تلفه كوكبة من اطفال الشوارع والمتسولين.. نساء عفيفات ملثمات اجبرتهن الحاجة على مد اياديهن بعد ان ضاقت الطرقات "بستات الشاي ".. وإن رفعت نظرك للسماء فان ناطحات السحاب تخطف الالباب مجسمات خرسانية تتماوج بالالوان ابدعت الهندسة المعمارية في طلائها ومجسماتها.. انها معادلة صعبة من اين لهم هذا.. واللهم لا حسد.. ولكن لاجل دارفور ومثيلاتها من بقاع السودان.. شددوا في فحص الشركات نقحوا القوانين.. ورابطوا في مواقع التنفيذ ومزقوا قوائم المحسوبين وبطانتهم.. فدارفور تتوجع. همسة: شكرا محمد خير وعبدالمولى لانكم جعلتم دارفور حاضرة بين اسطرنا مرة وثلاثة لعل قومنا من ذوي العصبة النافذة يرعوي ولا اراكم الله حرقة جوف..