31 أكتوبر 2025

تسجيل

قطر حديقة غناء

22 أبريل 2012

ما أروع وأجمل أن نرى قطر خضراء مزهوة باللون الأخضر والألوان الجميلة تملأ جوانبها في الحدائق الغناء التي تجذب إليها كل من يعيش على أرضها ويتمتع بخيراتها التي أنعم الله عز وجل بها عليها، فمن صحراء قاحلة حارقة إلى جنة وبساتين وحدائق حيث تبذل القيادة الحكيمة لهذه البلاد جهدها وجل ما لديها من امكانات لتوفر مزيدا من الراحة والاستجمام ولو من خلال الاستمتاع بالطبيعة وتطويعها بما يمكن أن يجعلها مجالا للجذب والترفيه وقطر لم تقم فقط منذ سنوات بهذا الجهد بل كانت منذ بداية نهضتها تعمل على ذلك وما حدائق المنتزه للعائلات والأطفال وحديقة الحيوان التي يغطيها اللون الأخضر إلا شاهد على ذلك منذ بداية الستينيات. وفي فترة من الراحة والاستجمام والاستمتاع برفقة الأسرة، كانت وجهتنا إلى حديقة جديدة، لم نكن نتوقع أن تكون بهذا التنسيق وحسن الهندسة والبناء واختلاف المناطق حسب الأعمار والأذواق، نعم أنها حديقة المتحف الإسلامي التي جمعت بين كل تلك المنظومة الرائعة لتعطيها رونقاً جميلاً أدهش كل من يزورها وخاصة وقد تضمنت نواحي ترفيهية للأطفال والشباب ونزهة رائعة في البحر على متن الزوارق البلاستيكية لتعطي زائرها المتعة وتغير الروتين اليومي الذي يعيشه المواطن والمقيم طوال الأسبوع. كنت أشعر بأن كل من يسير في هذه الحديقة أو يجلس على الحشائش والمسطحات الخضراء ويلهو مع أطفاله، أو يأخذ نزهة في البحر أو يتخذ مشواره للتريض وإطلاق قدميه، كل هؤلاء تمتلئ نفوسهم بالفرحة والسرور، وقد انزاح من داخلها كل ما تراكم من مشاكل وهموم وتفكير، ونسي أو تناسى ذلك وسط هذا الجو المبهج. لقد كان المنظر رائعاً على البحر خاصة وأنت تنظر إليه من مرتفعات خضراء وكأنك في جزيرة في إحدى الدول الآسيوية ويا حبذا لو اكتملت روعة ذلك المنظر بشكل من "النوافير الراقصة" التي تنبع من البحر وتعطي شكلا مميزاً لذلك المنظر ولزادت متعة الزائر وبهجته. إن وجود مثل هذه الحديقة بجانب متحف الفن الإسلامي مكملا له ومضيفا للإحساس الجميل عند مشاهدة ذلك الفن، إن منظر الحديقة وما تحتويه هو جزء من الفن الإسلامي ذاته. ولا شك أن الدولة لن تتوقف عند هذه الحديقة، فالمشاريع البارزة التي نراها قيد الإنشاء والتشييد تعطي دلالة قوية على أن هناك حدائق جديدة ستنتشر في الدوحة ومدن قطر الأخرى ولا يمكن الآن أن تمر في أحد الأحياء وتراه خالياً من حديقة جهزت لساكنيه. وليس ببعيد أن نرى قريباً الحلم وقد تحقق وأصبحت كل قطر خضراء كما تريدها القيادة الحكيمة، وتُسخِّر الجهود الكبيرة لتحقيق ذلك الحلم، فما أجملك يا بلادي "قطر"، وما أحلى ما ينطق به لساني هو اسمك يا "قطر".