13 سبتمبر 2025

تسجيل

"لا أرخص من شيءٍ غلا فتركته"

22 مارس 2022

من الشائك جداً على سلامك الداخلي أن تكون على مستوى عالٍ من اليقظة، أن تبالغ في الأشياء التي لم تحاول أن تلتف إليك (تسعى إليك) كأن تظن أنك على الجانب الآخر من رحلة الأمان بينما يمكن لأحدهم في لحظة واحدة أن يسلب منك كل هذا وذاك بلا سبب ولا سابق إنذار. فنحن من نمنح الأشياء القيمة التي ترفعها أو تقلل من شأنها. (متى ما توقفنا عن الالتفات لها حتى تصبح ذات قيمة أقل). بالإضافة الى نوع استجابتنا لهذه المتغيرات هي التي تحجم من وقعها أو تقلله. لذلك يتحدث كثير من المفكرين عن فكرة القبول. قبول المتغيرات كما هي دون محاولة تغييرها، ما أن تتقبل ستشعر بأن حجمها قل وضعفت قوتها في التأثير على مجريات حياتك. قبول أنك شخص عادي غير مستثنى يساعدك كثيرًا في تقبل فكرة أنه يمكن لأحدهم أن يمارس ظلمه عليك. أحياناً المقاومة تقلل من قيمتك أمام ذاتك، أن تخبرهم كم أنت مميز في نظر ذاتك وأن عليهم أن يمنحوك جل وقتهم. تقول أحلام مستغانمي في كتابها شهياً كفراق: "لا أرخص من شيءٍ غلا فتركته، ولا أقلّ شأناً من أحد تكبّر فهجرته. نحن من نعطي الأشياء ثمنها، ونحدّد للناس مقامهم، بإعلاء أو استرخاص شأننا. كلّما تلهفت لأحدٍ خسرته، إنك تغذي غروره فيكبر بتمنّعه.. وتصغر في عين نفسك." أتركوا الأمور تتحسن أو تسوء، لا يهم المهم أن تكون عظيماً في عين ذواتكم لأنه لا أحد يمكنه أن يرفع من قيمتك أو يقلل منها. يقول مارك مانسون في كتابه الذي عنونه بذكاء "فن اللامبالاة" أن لا تكون مبالياً يعد فنًا في حد ذاته أن لا تكترث كثيرًا مما يقوله عنك الآخرون ومن وقع تأثيرك عليهم ما هو الا أسلوب حياة قليل من يتقنه. حيث وضح أن: “الرغبة في تجربة أكثر إيجابية هي في حد ذاتها تجربة سلبية. ومن المفارقات أن قبول المرء لتجربته السلبية هو في حد ذاته تجربة إيجابية “. لي: وهو وقع كان شائكًا ومزعجاً على العديد من المستويات أهمها وأكثرها تأثيراً في ذاتي هو أنني رأيت مكانتي عند الآخرين. فليس من المفترض أن يعاملني الآخرون بنفس المستوى الذي من المفترض أن أشعر أني استحقه. فجميعنا نبالغ في استحقاقنا للأمور. فقد تمت دعوتي من قبل مجموعة من أصدقائي القدامى ورحبت كثيرًا بالأمر ذهبت الى هناك لدي. العديد من التوقعات وكان هذا الأمر جليًا من طريقة استعدادي واختياري للملبس وحديثي المسبق عن ذهابي للمناسبة المذكورة لجميع أفراد عائلتي. وكأن المكان الذي سوف اذهب له جنة الأرض على هذه البسيطة. حين وصلت كان الترحيب عاديا ليس بالمستوى الذي أتوقعه. الأحاديث معي كانت قليلة وقد لا أخفيكم أنه تم تجاهلي بشكل كبير ولم يعرني أحد أي اهتمام. مما خلف لدي شعورا بالاستنقاص لم أستطع تجاوزه لأيام عديدة. وفي نفس السياق ذهبت لنفس هؤلاء الأصدقاء في مناسبة سابقة ونظراً لانه لم يكن لدي أي توقع وكنت مجرد ضيف أتى متأخراً نظراً لانشغاله بأمور أخرى تم استقبالي بطريقة فوق المتوقع وتجليسي في صدر المجلس كما يقال لدينا، ومن هذا الأمر نلاحظ أنه كلما قل توقعك كلما تقبلت الأمور بصدر رحب. إضاءة: إنني أجاهد ذاتي قبل أن أحاول أن أكون لائقاً أمامك.