05 أكتوبر 2025

تسجيل

ذكـريـات أوطان مريـرة !

22 مارس 2021

عشر سنوات مرت على ( ثورة سوريا ) وعشر سنوات أيضا مرت منذ أن قامت ( ثورة اليمن ) وإن كلتيهما أرادت استنساخ ( ثورة تونس ) أو ثورة الياسمين في تونس الخضراء والناظر إلى الثورتين يعلم تماما أن مفهوم الثورة قد انهار تماما بعد شهور من اندلاعها في كل من سوريا واليمن بعد أن تحولت الثورة السورية إلى حرب إبادة وحرب شوارع وعصابات وتهجير وقتل واعتقالات قسرية وسجون سرية ودخلت دول في هذه الدولة فبات مجهولا من يحكم ومن بيده ( ريموت كنترول ) هذه الفوضى !. أما الثورة اليمنية فيمكن أن يقال إنها منذ البداية كانت فوضى عارمة واستنساخ رديء الصنعة والحبكة والإخراج مع بخل الإنتاج الذي لم يصنع منها ثورة مكتملة الأركان والزوايا والصفوف ذلك أن طبيعة أرض اليمن بقبائلها ومحافظاتها الممتدة واراضيها الشاسعة لا تسمح بأن يتفق الشعب اليمني برمته على ثورة يسقط النظام إن لم تختلف الأهداف وتتباين الرؤى وتظهر المطامع وتتلاعب الأحزاب لصالح أهدافها وهذا ما حصل فعلا وتحولت من كان يظنها ثورة عارمة يمكن أن تطيح بحكم صالح آنذاك إلى فوضى حزبية التي تحركت ثعالبها لتفكر وتمكر وتخطط وتلعب بالشباب الذي سكن الشوارع والحواري ملتفا بعبارات باتت هزيلة وهشة في أن الشعب يريد إسقاط النظام ويتحول كل شيء إلى فوضى لا هدف لها سوى أن تثير الفوضى وانتهت إلى ما نراه اليوم من فقر وجوع وشتات وتشريد، وإن كانت دمشق لا تزال تحت يد بشار الذي قامت الثورة لإسقاطه فإن صنعاء يحكمها الحوثيون اليوم بعد أن تفرقت أواصر الحكومة الشرعية من أن تبقى أو تعود لسابق عهدها، وها نحن نرى اليوم انهيار أي اتفاق يمني يمني حتى قبل أن تُعقد تمائمه أو يُعلن عنه بصورة رسمية، ولذا فإن على الجميع سوريا كان أم يمنيا أن يسأل نفسه عشر سنوات على ماذا بالضبط ؟! هل هي عشرة أعوام كان مرحبا بها أم مأسوفا عليها ؟! هل هي عشر سنوات من الاستقرار أم التهجير ؟! هل هي عشر سنوات من وحدة الأرض وسلامة العرض أم تشرذم الأرض وهتك العرض ؟! هل هي عشر سنوات من حق الدم السوري والدم اليمني أم أن هذه العروق قد جفت فيها ؟! هل هي عشرة أعوام من البقاء على قيد الحياة أم أنها موت سريري لا رجاء في إنعاشه ؟! ماذا يعني عشر سنوات ونحن نرى سوريا مدمرة واليمن محطمة وكأنها ذكرى نحتفل بها ؟! ماذا يعني أن تمر كل هذه السنين والأمور تتهاوى ولا تتعالى والحل يبدو مستبعدا إن لم يكن مستحيلا ؟! وهل على الشعبين السوري واليمني أن ينتظرا عشر سنوات أخرى ليتغير كل هذا الكلام وتنقلب الأحداث وتجدون من بكى عليهما يفرح لهما ؟!. هي ليست ذكريات طيبة لنفرح ولكنها بلا شك ذكريات مؤلمة لبلدين يعنيان لنا الكثير وفيهما من تاريخ وأصل العرب ما يجب على العرب أنفسهم أن يهبوا لإنقاذهما ما لم يشعر العرب بما يشعرون به اليوم من تساهل وتبلد وتهاون تجاههما ولكن لنقل انها عشرة أعوام مرت وأدعو الله أن ينهي هذه السنين بإنقاذ من تبقى من شعبي اليمن وسوريا وأن يعيدهما إلى أراضيهما أحياء أعزة لا مشردين أذلة، لأن الوطن أغلى من أن يُباع لكن بعض الأوطان وجدت نفسها للأسف في سوق يقال عنه سوق النخاسة حيث كل شيء معروض بثمن بخس وما أقسى أن يعيش أحدهم في سوق كان يقال أنه وطن !. ‏[email protected] ‏@ebtesam777