11 سبتمبر 2025

تسجيل

نستحلفكــم بــاللـه اشعــروا بالمســؤوليـة !

22 مارس 2020

هل أنت مع التشديد على عدم الخروج من المنازل؟ نعم أنا مع هذا القرار وبشدة ومع حفظ الاستثناءات للأمور والحالات القهرية والضرورية بحسب تقدير الجهات المعنية، لأن ما نحن به أصبح لا يطاق ودرجة الاستهتار بخطورة هذا الوباء الذي يحصد الأرواح في كل مكان وصلت لدرجة لم يعد بالإمكان السكوت عنها، خصوصا مع إعلان مكتب الاتصال الحكومي لأسماء عشرة مواطنين كانوا قد وقعوا على تعهد خطي بالالتزام بالحجر المنزلي بعد تفضيلهم له عوضا عن الحجر الصحي الرسمي ومع هذا خالفوا هذا التعهد وثبت للمسؤولين إخلالهم وخروجهم ومخالطتهم لشرائح وفئات من المجتمع ودخولهم لأكثر من مكان مما يضاعف من مسؤولية الدولة في الحد من تفشي وباء كورونا المستجد ( كوفيد 19 ) فماذا كان ينقص هؤلاء ليشعروا ببعض المسؤولية فقط وحس الانتماء لهذا الوطن والحب لأهلهم والمحيطين بهم ليمتنعوا عن القيام بما قاموا به بالأمس، ليصبحوا اليوم أمام المساءلة القانونية وتحويلهم للنيابة العامة لمعاقبتهم على جريمة تعريض أنفسهم واخرين للخطر وبتهمة المحاولة بنشر مرض معد أو وباء ؟! لماذا كانوا على درجة الاستهتار المؤسفة هذه التي وضعتهم اليوم في نظر أهلهم والمجتمع والقانون مجرمين لما ارتكبوه من فعل لا يفعله عاقل في هذه الأيام الصعبة التي تمر فيها بلادنا ودول العالم بأسره ؟! وهم ليسوا وحدهم أيضا فالكثير ممن لا يزال يمتلك العقلية العربية السقيمة في التهاون واستصغار آثار هذا الوباء القاتل الذي دمر دولا كبيرة الحجم وثقيلة الوزن وأولها الصين التي لاتزال حتى هذه اللحظة تحاول التعافي مما أصابها وحصد الوباء من الآلاف فيها وأصاب عشرات الآلاف أيضا وأقرت بعجزها يوما أمامه كما تفعل اليوم إيطاليا التي ما كان أحد يظن أن تعاني بهذه الصورة المؤلمة والمخيفة اليوم لأنها بدت مستهترة في بادئ الأمر من هذا الفيروس من أن ينال من جمال ميلانو وسحر فينيسيا وتاريخ البندقية لكن أتى غضب الفيروس على غير ما اشتهاه الإيطاليون وها نحن نرى الموتى يدفنون دون أحبتهم ويغيبون في التراب دون وداع أو مراسم جنازة وينهار النظام الصحي الإيطالي شيئا فشيئا دون حول من الحكومة ولا قوة ونحن أين أيضا مما يحدث في الصديقة إيران وما يجري فيها الآن من وقوع 26 حالة وفاة كل ساعة وإصابات بالمئات في نفس العدد من الدقائق ناهيكم عما أعلنته أيضا الإمارات من وقوع حالتي وفاة على أرضها فماذا بقي لنشعر ولو قيد أنملة بمسؤولية تجاه أنفسنا وأهلنا ومجتمعنا وقيادتنا ونلتزم بالحجر المنزلي الذي لم يتحول إلى مرحلة حظر وإجبار حتى الآن ولكن إن سارت الأمور على ما هي عليه من ارتفاع درجة التهاون وعدم المسؤولية فبلا شك أن دولتنا قادرة على ضبط كل هؤلاء وإعادة درجة المسؤولية في نفوسهم الضعيفة سواء كانوا مواطنين أم مقيمين ومن تسول له نفسه بالخروج عن هذه التوجيهات التي تهدف إلى جعلنا أحرارا أصحاء بالصورة المجتمعية المطلوبة وليس بالصورة المشوهة التي يحاول البعض تعميمها خصوصا وأن هذا الفيروس أطاح بالعالم بأسره ولم يعد هناك سوى الاعتراف بأننا أمام تحد كبير يجب أن نتكاتف جميعا لتطويقه وطرده من حدود بلادنا وهذا كله لن يتأتى إلا بمساعدة دولتنا في إجراءاتها المتبعة والمفروضة على الكبير والصغير معا دون تمييز أو تحديد وأن نكون عونا لا فرعونا ويد بناء لا معول هدم والأمان من العقاب لا يجب أن يجعلك سييء الأدب والتصرف، فقطر أغلى ما نملك وهي أحق بما نملك. حفظ الله قطر وسائر بلاد المسلمين والعالم من شر هذا الوباء وخطر هذا الداء. [email protected]