14 سبتمبر 2025
تسجيلأثناء تفكيري وبحثي عن ما أنوي كتابته في هذا العمود وترددي وحيرتي، تُصاغ أفكار بسيطة وأرسم نصوصها في مخيلتي ثم ما ألبث أن أستبدلها وأبحث عن فكرة أخرى تنال رضاي التام عنها. ولحين حصولي على موضوع يجتاز شروطي بجدارة كان لابد لي من وقفة مع فيروس كورونا الذي حاولت مراراً تجنبه وعدم الحديث عنه إلا أنه يبدو لي أنه لا صوت الآن في العالم يعلو فوق صوت كورونا.. في مفارقة تثير تساؤلاتي وتعجبي وتارةً أخرى تثير إعجابي بما أقرأه.. من الأخبار التي أثارت دهشتي حين بحثي عن هذا الوباء هو إقالة مدرب إيطالي ومساعده كإجراء احترازي خوفاً من إصابتهما بكورونا لأنهما ربما اتصلا بأشخاص يعيشون في مناطق يتواجد فيها هذا الفيروس!! وتصريح إدارة هذا النادي بأنه يتعين على الأندية مواجهة الأزمات الصحية والحد من انتشار الوباء وتعيين طاقم تدريب بديل من أجل حماية الجمهور واللاعبين في النادي.. في منطق غريب يقتضي الإقالة زاده سوءاً عدم التحقق من الإصابة وعدم تقديم العلاج إن دعت الحاجة. ولم ألبث أن استقر بي المقال للحديث عن كورونا ذلك الفيروس الذي أعاد صياغة واقعنا وغيَر من رزنامة الأحداث الرياضية العالمية وهدد إقامة البطولات إما بالتأجيل أو الإلغاء أو إقامة بعض المنافسات الكبرى دون جماهير. لفت نظري أحد الأخبار الذي قرأته صدفة في نشرة الجزيرة قبل أكثر من شهر في بداية انتشار الوباء في الصين آنذاك وأعجبت بالخبر وأحببت أن أشارككم.. في مبادرة إنسانية لطيفة وموقف نبيل ومشرف حدث في فترة قصيرة لم تستغرق 24 ساعة لاقتراحها والبدء بالإجراءات لتنفيذها، قامت قطر بإنقاذ الموقف حين ساندت الشعب الصيني في هذه المحنة، باستضافة رياضيين صينيين قادمين من ألمانيا وحطوا رحالهم بالدوحة لعدم مقدرتهم على العودة إلى الصين بسبب تفشي الوباء فيها. وفي حيثيات الخبر أعلن الاتحاد القطري لتنس الطاولة استضافة المنتخب الصيني الأول للرجال والسيدات في معسكر لمدة شهر كامل داخل أكاديمية أسباير للتفوق الرياضي في العاصمة القطرية الدوحة، بعد أن أنهى هذا المنتخب مشاركته في بطولة دولية بألمانيا. كما نعلم جميعاً بالقيود التي تحيط بالوباء المنتشر في الصين وعدم مقدرة لاعبي المنتخبات الوطنية الصينية مغادرة البلاد أو دخولها، أو المشاركة في أي أحداث رياضية حول العالم، بعد تعليق رحلات الطيران من الصين وإليها في الكثير من البلدان. وقال ستيف داينتون المدير التنفيذي للاتحاد الدولي لتنس الطاولة: "إن الاتحاد القطري برئاسة خليل المهندي أنقذ الموقف بالفعل"، بتجسيد المعنى الحقيقي للإنسانية والسمو بالقيم من خلال الرياضة، قطر عاصمة الرياضة تبهرنا بمواقفها وذكائها وحسن تدبيرها وفنها لإدارة الأزمات والمخاطر وفي أسرع وقت، إدارة بطولات رياضية بهذه العقلية نثق بحسن إدارتها وتنظيمها لمونديال 2022. قطر صاحبة مبادرات استثنائية مميزة سباقة لا تشبه إلا نفسها وفي وقت الأزمات يظهر معدنها وتظهر القيم الأصيلة والأخلاق الحقيقية. هيأ الله لقطر ما لم يتهيأ لغيرها من دول العالم، وكما قامت قطر باحتضان الغريب، ها هي اليوم قطر كالجسد الواحد بتكاتف مؤسساتها ووزاراتها تسعى لإيقاف زحف الوباء واحتضان أبناء الوطن في الداخل والعائدين من الخارج أيضاً والعمل على حمايتهم. وفي تصريح لسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال ترؤسه لجنة عليا لإدارة الأزمات خاصة بمكافحة الفيروس بأن الأمور تسير بشكل جيد والجهات تقوم بواجبها على أكمل وجه، سوف تكون هناك تدابير إضافية للسيطرة على الوباء، بخطط تهدف لحصار الفيروس بأقل إرباك، هي مسؤولية جماعية تتطلب التزام وتعاون الجميع دون استثناء ودون إبطاء. والجدير بالذكر أن شفافية دولتنا في إعلان عدد المصابين بفيروس كورونا دليل على صدقها ومصداقيتها مع شعبها والثقة التي تمتلكها دولة قطر بالداخل والخارج بين الأمممثل هذه الشفافية تحتاج إلى جرأة على إعلانها في حين شاهدنا دولا تتكتم على تعداد الإصابات لديها، ولا ندعي المثالية ونجتهد في بذل ما في وسعنا ونثق بأننا في أيد أمينة ونثق بحكمة قيادتنا في إيصالنا لبر الأمان بإذن الله وثقتنا بقيادتنا في تخطي هذه الأزمة بإذن الله. وماهي غريبة على حكومتنا الرشيدة. وختاماً نقول إنها أزمة صحية سببها فيروس وستزول مثلما ظهرت فجأة بإذن الله،لكن تبقى الإنسانية والشعور النبيل بالإنسان ومعاناته والتعاطف ووحدة المصير، بعيداً عن التصنيفات السياسية والدينية والأحقاد وإشفاء الغليل بالآخر. لا نملك إلا الدعاء لله والصبر والكلمة الطيبة واتخاذ الاحتياطات الوقائية اللازمة وعدم الشعور بالذعر واتباع تعليمات الجهات المختصة وأن وعي الشعوب هو اللقاح الوحيد الأكيد المتوافر حالياً ضد هذا الفيروس. Twitter : Haji_z