15 سبتمبر 2025
تسجيلسأبدأ حروفي هذا اليوم بمقولة لنابليون بونابرت يقول فيها أفضل طريقة للالتزام بالوعد هي ألا تعد بشيء !!، بكل تأكيد هي مقولة في محلها، فإذا لم تكن في مستوى الوعود لاتقدمها لغيرك، ولاتهدِ غيرك الشمس في يد والقمر بيدك الأخرى وأنت في الواقع لاتملك حق الوفاء بتلك الوعود، أو الالتزام بتحقيقها على الأقل! وهنا أذكر لكم قصة عرقوب ذلك الرجل الذي يعد ويخلف، فلقد كان له أخ ذهب إليه يطلب منه شيئاً، فقال عرقوب: إذا اطلعت هذه النخلة فلك حملها، فلما أخرجت طلعُها أتاه، فقال له: دعها حتى تصير بلحاً، فلما أبلحت أتاه فقال له: دعها حتى تصير رُطباً، فلما أرطبت قال له: دعها حتى تصير تمراً، فلما أتمرت، قام عرقوب بجذّها بالليل قبل أن يأتي أخوه في الصباح، فلما جاء أخوه في الصباح ليأخذ التمر لم يجد شيئاً، و لهذا قالوا فيه: مواعيد عرقوب، فأصبح عرقوب ولايزال مضرب المثل بعدم الوفاء، ففي زمن عرقوب كان هو حالة شاذة في قاعدة تنتشر فيها الأخلاق و الوفاء بالوعد، ولكن في زمننا هذا كم عرقوب حولنا، وكم من شخص اعتاد أن يقدم الوعود على طبق من ذهب ويركل بوعوده تلك عرض الحائط، وكم من مسؤول وعد موظفا معه بوعود وبعد ذلك تملص من تنفيذها، في كل الأحوال هناك الكثير منهم ( يطقون الصدر ) كما نقول و نجدهم خواء في المواقف التي تطلب منهم الإيفاء بالوعود، لهذا خذ الحقيقة دائماً من أفواه المواقف فقط . أُذكر نفسي وأُذكركم بأن خُلف الوعود بين الناس داخل في الغدر، لأن الذي عاهدك وثق منك، ولاشك أن الوفاء بالوعد والعهد من صفات المؤمنين، وأن خلفها من صفات المنافقين، كما جاء عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:( أربع مَن كنَّ فيه كان منافقاً، ومن كانت فيه خصلة من أربعة: كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلفَ، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر ) رواه البخاري .حروف هذا الأسبوع هي حروف تذكير بأهمية الأمانة والوفاء بالوعد وتحقيق كل الالتزامات التي أبرمتها بينك وبين الآخرين، وقبل ذلك بينك وبين نفسك هي دعوة لمراجعة النفس قبل أن تحاسب لاحقاً في حق من أخطأت و غدرت بهم.. ودمتم أوفياء!.