18 سبتمبر 2025
تسجيللماذا تتمحور أغلب ردود هذا المسؤول أو ذاك حين استضافته في وسيلة ما، حول ما حققه وفريق عمله من إنجازات أو ما يخططون له من مشاريع نوعية ؟ وفي أغلب الأحيان ينصب حديث المسؤول أو صاحب المنصب على تفنيد ما يرد عبر وسائل الإعلام وقنوات التواصل من ملاحظات أو انتقادات، فعلام إذن ندعو أولئك المسؤولين أو من يتداخل معهم عبر برامج البث المباشر المسموعة والمرئية ؟! والذي نعرفه أن تعيين الموظفين والمسؤولين في الدوائر والمؤسسات الحكومية هدفه خدمة الفئات المستهدفة والتعاون معهم في تلافي أوجه القصور والخلل وتجويد الأداء العام، وهذا يستدعي تسهيل الإجراءات وتفعيل التواصل البناء مع الجمهور والنظر إلى ملاحظاتهم واقتراحاتهم بكل جدية واهتمام . فلقد سئمنا إجابات وردود كثير من المسؤولين على ما يطرحه المواطنون من شكاوى وملاحظات عبر وسائط الاتصال والتي لم يلجأوا إليها إلا بعدما سدت الأبواب في وجوههم أو تعطلت مصالحهم بسبب تلكؤ موظف أو تأخير إجراء أو تجاهل مطالب مستحقة ناهيكم عن حجاب المدير أو الوزير الذين يصبحون حجر عثرة في طريق المراجعين وأصحاب الحاجات !! . ولو أن المسؤول أو الشخص المختص اتخذ الإجراء الإيجابي المناسب في حينه لما سمعنا أو قرأنا هذا السيل المنهمر من شكاوى واعتراضات الناس، وكم من لقاء صحفي أو إذاعي ينتظره المواطن والمقيم بفارغ الصبر فلا يخرج منه إلا بدفاع المسؤول عن نفسه وتحسين صورته أمام الرأي العام أو تقديم بعض الوعود والتطمينات التي تشبه المسكنات الوقتية، وما تلبث المشاكل ذاتها أن تعود مجددا، بل إن العاملين في برامج التفاعل الجماهيري ما زالوا يناشدون المسؤولين وأصحاب القرار مزيدا من التفاعل والتجاوب مع ما يطرح من ملاحظات واستفسارات عبر الإذاعة أو التلفاز، ومما يؤسف له أن عددا من المسؤولين يتهربون من مواجهة الجمهور أو الظهور عبر وسائل الإعلام وهذا مؤشر سلبي ينم عن حالتين إما أنهم غير مؤهلين للقيام بأدوارهم، أو أنهم يفتقدون مهارات التواصل الفعال مع الجمهور وبعض أقسام العلاقات العامة تحولت إلى ما يشبه نشاط الدعاية والإعلان أو صياغة إجابات تبرر بها موقف هذا المسؤول أو ذاك !! . كم يغدو أمرا عجيبا أن ينتظر موظف مسؤول من يذكره بمهام وظيفته وكيفية معالجة الأخطاء التي يوقع بها نفسه أو يتخلى عن مسؤولياته ثم يستغرب ما يثار حوله من ردود أفعال . وعندما يجهل المسؤولون دورهم فإنهم بحاجة إلى إعادة تأهيل ليكونوا قادرين على شغل مناصبهم، أما عندما يتجاهلون دورهم عامدين فتجب إحالتهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم المستحق . ونذكر كل من يسمى مسؤولا أن هذه التسمية تجعله عرضة للمساءلة في أي وقت وليست مدعاة للتفاخر أو التعالي على عباد الله . والحديث الشريف يرسم منهجا عمليا في كافة شؤوننا العامة والخاصة ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) . تهنئة نبارك لأهل قطر الطيبين انهمار الغيث جعله الله صيبا نافعا وسقيا رحمة، ونفع به البلاد والعباد . اللهم كما أنزلت علينا من بركات السماء فأخرج لنا من بركات الأرض .