17 سبتمبر 2025

تسجيل

أول "عيد".. وأمي بعيد

22 مارس 2011

وعاد العيد، وعادت صور هدايا العيد بأشكالها تملأ الشوارع والجرائد والمجلات، وتحاصرنا في كل مكان لتذكرنا بقرب العيد وهدية العيد، إنه عيد آخر غير تلك الأعياد التي تمر علينا، إنه عيد الأم الذي رفضوا تسميته بيوم (عيد) وتم تغييره إلى "يوم الأم"، ورفضه آخرون أيضا ليغيروا تسميته إلى "يوم الأسرة"، لكنه وإن تعددت التسميات واختلفت، إلا إنه كذلك في نظري، ويصر على أن يفرض نفسه في داخلي بانه عيد وانه "عيد الأم"، وتماماً مثل كثير من الأشياء في حياتنا عندما ترحل عنا نكتشف بأسف كم كانت تلك اللحظات غالية، وكم كانت تستحق منا كل الاهتمام، وتستحق أن نصفها بالعيد. إنه أول عيد للأم يمر بعد رحيل أمي، لاكتشف أن كل يوم في حياتنا يمر وهي لاتزال على قيد الحياة تتنفس معنا نفس الهواء هو يوم عيد لا يعود، وأسعد بأنني كنت ممن يقدم لها كل عام هدية يوم الأم، ويكرر لها كلمات الحب في عيد الأم، وأرى الفرحة غامرة في وجهها وهي تحتضنني وتدعو لي من قلبها بأصدق الدعوات. لقد تغير العيد كثيراً، ربما مازالت هناك فرحة العيد في عيون أخرى، عيون لاتزال ترى بوضوح ألوان قوس قزح الزاهية في وجه الأم، لكنه اختلف في عيني ليشعرني بعمق ألم رحيل أمي، وأتعجب من إحدى من صادفتهن في حياتي حين قالت لي انها رغم حنان والدتها عليها، إلا أنها لاتذكر أن قبلت والدتها أو احتضنتها منذ أعوام، فليس لديها الوقت ولا ترى في ذلك أهمية فهي أمامها هنا وهناك، تماماً مثل من يشعر بدوام كل من حوله، وكثيراً ما كنت أذكرها بأن تخرج من جمودها وتطلق العنان لعاطفتها كي تتذوق لحظات السعادة، فقد كانت ممن لايقدر لحظة الفراق وما يتبعها من حزن أعتقد أنه يرافق الإنسان مدى حياته، ويظهر له الطيف يخترق كل لحظات السعادة بعدها. وكما يقولون " وبأي حال عدت يا عيد" فلا أملك إلا أن أترحم على أمي وعلى كل الأمهات اللاتي رحلن عن الحياة ليبقى عيدهن حزيناً بلا أم، وأرسل في يوم العيد رسالة لك يا أمي وإن لن تصل أبداً، بأن الحياة فارغة بدونك، وبأنك الحب العظيم الذي لن يتكرر، وإن النسيان يعجز أن يمحوك من الذاكرة. وقد تكون الحقيقة التي تغيب عنا ويغفلها الكثير منا، إن فرحة وجود الأم في الحياة لا تختلف عن فرحة العيد، وبوجود الأم نحن في الواقع نحتفل كل يوم.. بعيد الأم. [email protected]