12 سبتمبر 2025

تسجيل

المعلــم القطـري حاضــر غــائـب !

22 فبراير 2022

(الشرق تنشر قصصاً ومواقف لمعلمين قطريين جعلتهم يتركون مهنة التدريس للأبد)، كان هذا هو العنوان الذي جذبني لقراءة التقرير الذي نشرته الشرق في موقعها الإلكتروني النشط والمفضل لدى جمهور عريض من القراء في الوطن العربي، وليس في قطر وحدها والذي أزوره بصفة يومية نظراً لتنوعه وتجدده وتفرده بأخبار قد لا تقرأها في مواقع إخبارية أخرى، وفوجئت بقصص بعض المعلمين الذين (طلقوا) مهنة التدريس ثلاثا لا عودة فيها بسبب ما واجهوه من معاناة حقيقية وصل بعضها إلى مراكز الشرطة وساحات القضاء، فكان المدعي طالبا والمدعى عليه معلما كان في يوم من الأيام مدرسا لهذا الطالب فهل يمكن أن يصدق أحد ما يحدث لهذه المهنة التي قال فيها أحمد شوقي: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا؟، وهل توجد (خطة ممنهجة) حقاً لما يسمى بـ (تطفيش) المعلم القطري والمعلمة القطرية من سلك التدريس رغم مهنيتها ودورها ورسالتها بل وقدسيتها في تعليم أجيال وإنشاء عقليات قادرة على بناء مجتمعها بما يمكن أن ينتظره منها في المستقبل؟. وكم ساءني فعلا أن يكون هذا هو الوضع الذي جعل المعلمين القطريين يفرون من هذه المهنة التي تقوم عليها رفعة بلادنا وأبنائنا بحيث باتت الرغبة الأخيرة أو الملغاة من قوائم الرغبات لملتحقي ومنتسبي كلية التربية الذين يودون لو التحقوا بالسلك الإداري أو الاجتماعي للمدارس على ألا يكونوا معلمين يشرحون دروساً حية وعلى علاقة مباشرة ومواجهة بالصف الأمامي مع جموع الطلاب والطالبات الذين يمكن أن يقابلوا منهم أشكالاً وصنوفاً وأنواعاً من أنواع التربية التي نشأوا عليها في البيوت، وتبقى المدرسة المكملة لهذا التربية، ولذا فإنني أشدت أول ما أشدت به أن يعود مسمى وزارة التعليم إلى وزارة التربية والتعليم فهذا هو الدور الأول الذي نشأنا عليه نحن حينما كنا ندرس تحت هذا المسمى القوي والفاعل وساهمت تربية المدارس في تشكيل شخصياتنا وتحويرها، بحيث ساهمت مساهمة فاعلة في تهيئة أفكارنا لما وددنا أن نكون عليه ومن حق أجيال اليوم أن تمضي بنفس الطريق الذي مضت عليه الأجيال السابقة. وفي المقابل نود أيضا أن نشاهد المعلم القطري يتصدر منصة التعليم والتعلم في قطر، وأن يمثل هذه المنصة بصوته وعلمه وشرحه وعمله الذي لا يجب أن يستصغرها أحد أو ترهقها التكليفات الإدارية التي تستوجبها الوزارة على كوادر التعليم من المعلمين والمعلمات، فهذا بحد ذاته يقصم ظهور وجهود هذا الكادر الذي لا تقف مسؤوليته أمام مهنة التدريس فقط، وإنما لديه مسؤوليات أخرى خارج أسوار المدرسة من حيث العائلة والمجتمع، ولكن الواضح أن المعلم يحمل همومه المدرسية إلى منزله بحيث تطغى هذه المسؤولية على مسؤوليات أخرى لا تقل أهمية عن دوره كمعلم ومرب، وفي رأيي أن الجانبين يجب أن يكونا متساويين إن لم تكن مسؤولية العائلة والحياة الخاصة أكثر أهمية، لا سيما أنها في الأول والأخير هي حياة هذه المعلمة أو هذا المعلم والتي تنعكس بالسلب أو الإيجاب على دوره في المدرسة ومدى عطائه وفاعليته في تعاطي مهنة التدريس بالصورة المطلوبة والمرغوبة. ولذا على الوزارة أن تعي أن حياة المعلم لا يجب أن يهبها كلها لمهنته وأن له حياة خاصة وعائلية يجب أيضا أن يهتم بها في المقابل، وبالتالي يجب أن تكون هناك دراسة موثوقة ويُعمل بنتائجها بصورة عاجلة لئلا نفقد الكادر الوطني في مهنة تقوم على نشأة أجيال قطر بالتعاون مع أشقائنا من المعلمين العرب الذين يمتهنون مهنة التعليم وتربية ونشأة هذه الأجيال التي يجب أن يربوا منها من يريد أن يكون معلما ومن تهوى أن تكون معلمة أيضاً، فوفق الله الجميع لما فيه مصلحة الطالب والوطن ولمهنة التدريس العظيمة. [email protected] @ebtesam777