12 سبتمبر 2025

تسجيل

جامعة قطر وبرامج الدراسات العليا (2ــ2)

22 فبراير 2022

تحتل جامعة قطر مكانة مرموقة بين الجامعات العربية والعالمية، وتعمل جاهدة بفضل قياداتها الرشيدة لتتجاوز بتصنيفها بين أفضل 250 جامعة على مستوى العالم، لتصبح في المقدمة، وهناك جهود تبذل لبلوغ الوصول إلى الصفوف الأمامية في مجال التصنيف. (2) كما أشرنا في مقال سابق فإن الجامعة تسابق الزمن لبلوغ المكانة العالية في برامجها التعليمية في جميع كلياتها ومراكزها البحثية على مستوى البكالوريوس، ولتحقيق ذلك يقول الدكتور عمر الأنصاري نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية " إن الجامعة حريصة على استقطاب أعضاء هيئة تدريس متميزين، كما انها تعمل على اعداد أعضاء هيئة تدريس متميزين أيضا من أبناء الوطن ذكرانا وإناثا." وفي سياق حديثه أشار إلى أن الجامعة تعمل على " استقطاب الطلبة المبدعين النابغين في الدراسة كي ينضموا إلى الهيئة التدريسية في الجامعة. ( الشرق). سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد حفظه الله في كل مناسبة يلقي فيها خطابا موجها إلى الأمة نراه يشيد بالمواطن والمقيم ويثني على دور المقيم في أكثر من مناسبة، وازعم انه يقصد بالمقيم بيننا إخواننا العرب. ومن هنا أقول إن بين طلاب جامعة قطر من أبناء/ بنات إخواننا المقيمين من هو متفوق في كل مراحله التعليمية، منهم من هو مولود في قطر، ومنهم من أتى مع أسرته وهو في سن الطفولة ونشاْ وترعرع على صعيد قطر، وتعلم في مدارسها وردد أناشيدها الوطنية اسوة بزملائه القطريين أهل الوطن وأصبح ولاؤه وانتماؤه إلى قطر، اجزم بانه اكثر واعمق من انتمائه إلى الوطن الأم. نستطيع أن نتبين ذلك في الاحتفالات الوطنية ومدى مشاركة ابناء المقيمين جنبا إلى جنب مع إخوانهم القطريين، نشاهد ذلك في الملاعب الرياضية عندما يلعب الفريق القطري مع أي فريق آخر نرى تشجيع المقيمين وأبنائهم لا يقل حماسا عن إخوانهم أهل الوطن. قصدي أقول للجامعة إن مساواة أبناء المقيمين المتميزين باخوانهم القطريين واجب وطني. في الجامعات الأجنبية تتبنى الجامعة المتفوقين والمتميزين من الوافدين وتدمجهم في المجتمع، فهم يتمتعون بالاعفاء من الرسوم الدراسية، وتيسر لهم سبل الحياة والعمل في الجامعة أو المؤسسات المانحة للجامعة، أتمنى ان تتبنى جامعة قطر هذه السُنّة الحميدة تجاه أبناء المقيمين المتفوقين. (3) أعلنت الجامعة عن فتح باب القبول لـ 50 برنامجا للدراسات العليا للعام الدراسي 2021 ــ 2022 منها 28 برنامجا ( ماجستير) في مختلف الكليات و9 برامج لنيل شهادة الدكتوراه في كليات متعددة إلى جانب الدبلوم العالي في بعض التخصصات، وهذه البرامج تدخل في رأيي في سياق التطوير والتطور للتعليم في الجامعة. ولما كان الكثير من قيادات الجامعة العليا يستخدمون مصطلح ( حاجة السوق ) الذي لا اتفق مع هذا الشعار، لان الجامعة في يقيني منارة فكر تنير بعلومها المجتمع الإنساني سواء المحلي أو غير ذلك وليست استجابة لسوق محدد الاستهلاك. لكني أسير مع الداعين إلى " حاجة السوق" فاقول الجامعة بمثابة سوق تحتاج الى حملة الدكتوراه المتميزين والمتفوقين في مراحل تعليمهم، وعلى ذلك سيكون سوق حملة الدكتوراه خرجي الجامعة العمل في الجامعات العاملة في قطر. لكن الملاحظ ان جامعة قطر ترفض خريجيها من حملة الدكتوراه، حتى ولو كانوا بمرتبة الشرف من العمل في الجامعة، والرأي عندي ان هذا عيب كبير يقتضي تصحيحه. (4) لقد انشغلت بهذا العيب المعيب ورحت ابحث هل له عن نظير في الجامعات العربية والأجنبية اتصلت بجامعتي التي تخرجت منها في نيويورك وطرحت على بعض أساتذتي هناك (سؤالا هل يحق لمن تخرج من جامعتكم بشهادة الدكتوراه العمل في الجامعة عندكم بمهنة التدريس، أجابني بانه ليس هناك ما يمنع اذا كانت هناك شواغر، واذا كان معدله بدرجة ( B ) في حده الأدنى، وأيضا طرحت ذات السؤال على بعض من اعرف من الاساتذه العاملين في جامعات كلفورنيا في غرب الولايات المتحدة الامريكية وكذلك الجامعات البريطانية وعلى وجه التحديد كيمبرج وجامعة لندن وغير ذلك من الجامعات البريطانية. رحت اسأل عن الحال في الجامعات الاردنية، عمان، اليرموك والمصرية القاهرة وعين شمس والإسكندرية وفي السعودية جامعة الرياض وجامعة البترول والمعادن وجامعة الملك عبد العزيز في جدة وغير ذلك من الجامعات واجد نفس الجواب بانه يحق لخريج هذه الجامعات من حملة الدكتوراه بالعمل في الجامعة كعضو هيئة تدريس. (5) اعرف معرفة جيدة ان في جامعة قطر طلابا / طالبات، قطريين ومقيمين في مرحلة الدكتوراه على مستوى رفيع في تحصيلهم العلمي، وآخرون سبقوهم في التخرج من الجامعة، منهم قطريون ومقيمون، بعضهم ولادة قطر والبعض الآخر أتى وهو في مرحلة الطفولة درسوا في مدارسنا ( التعليم العام ) وكانوا من الأوائل، ودرسوا في الجامعة وتشهد لهم الجامعة بالتفوق، فلماذا لا تستقطبهم الجامعة ليكونوا بين أعضاء هيئة التدريس. إني اضاهي بهم خريجي أعرق الجامعات العربية والأجنبية، فهم يجيدون اللغتين العربية والانجليزية إجادة تامة ويجيدون طرائق البحث العلمي، وكنت على اطلاع على نتاجهم الفكري والمنشور في مجلات علمية محكمة مع اساتذتهم أو أوراق بحثية في مؤتمرات علمية منشورة في كتب محررة ومحكمة في مراكز مرموقة، وشهادتي اخص بها خريجي كلية الآداب والعلوم " مركز دراسات الخليج " الذين اتابع انتاجهم وتطورهم الدراسي. اذا قلنا ان جامعتنا تحتل مكانة مرموقة بين الجامعات العالمية وهي على قمة هرم الجامعات العربية وان الجامعة كما أشار الدكتور الأنصاري تستقطب خيرة العقول الاكاديمية للعمل بالتدريس، فلماذا لا تقبل ان يكون خريجوها المشهود لهم بالكفاءة والجدارة أعضاء في هيئة التدريس الجامعي. ان عدم توظيفهم ونحن في حاجة لهم يشكك في كل ما قلنا عن الجامعة وانجازاتها وتألقها، وهذا ما لا نرضاه لجامعتنا المُحلقة في معراج الجامعات العالمية. آخر القول: ادعو إلى الاعتناء والاهتمام بحملة الدكتوراه خريجي جامعة قطر المواطنين والمقيمين على حد سواء، وخاصة الذين مارسوا مهنة التدريس تحت إشراف أساتذتهم في الجامعة. [email protected]