05 أكتوبر 2025

تسجيل

حرص واجـب واستهتــار مكــروه!

22 فبراير 2021

أعجب من الذين (يتمنون)، وركزوا جيدا على كلمة يتمنون، أن نعود شهورا للوراء، حينما كانت البلاد مغلقة بصورة شبه كاملة بدءا من المطار وحتى المحلات الأقل دخلا ونشاطا، لمجرد أنهم يريدون العودة إلى العمل عن بعد وحياة الكسل والخمول التي كانوا يعيشونها في الأشهر الماضية، حينما كنا لا نزال نحارب لاجتياز ذروة انتشار فيروس كورونا في الموجة الأولى التي بدأت منذ أكثر من عام، واستقبل العالم منذ أكثر من شهر الموجة الثانية منه والتي تبدو هذه المرة أكثر شراسة بعد ظهور سلالات متحورة ومتحولة من الفيروس لا تنفع معها بعض الأدوية للأسف، ولكن هؤلاء (المرضى نفسيا) ممن يفكرون هذا التفكير الذي لا يضرهم عقليا فحسب، وإنما أن يُحصر تفكيرهم في أن انتشار الوباء مرة أخرى يمكن أن يعيدهم إلى معنى الرخاء الكاذب الذي تصوروا أنهم يعيشونه، أو حالة البطالة التي عاشوها في العمل عن بُعد رغم أن الشخص المسؤول كان يجب أن يعي أن الظروف التي تمر على البلاد منذ انتشار الجائحة هي ظروف تلزم كل فرد بالعمل ضعف ما كان يفعله قبلها، لأن هذه الشدة تظهر معادن الرجال في القيام بواجباتهم وأكثر، لخدمة الوطن الذي يحتاج للتكاتف والتعاضد لنهضته وليس لمن يبحث عن البطالة المقنعة، ويتمنى لو يعود الإغلاق ليهنأ بنومته صباحا ثم ماذا تتمنى يا هذا؟!. هل تتمنى لو عاد الإغلاق وعادت القيود رغم تأكدك من أن هذه الأمور لو عادت، وندعو الله ألا تعود، سيكون على حساب صحة المئات ممن سوف تصيبهم عدوى الفيروس وربما وفاة بعضهم! وأن هذه الإغلاقات لو عادت سوف تكون مكلفة على الدولة التي تدفع وقتا وجهدا وأموالا باهظة من أجل القضاء على أشكال الفيروس من أن تتسلل إلى والديك وإخوتك وأبنائك وإليك شخصيا!. ثم ما هذه الأنانية في هذه الأمنيات الشاذة؟ وأنت تعلم أن هذه القيود التي فُرضت سابقا كبدت الكثير من المحال التجارية الكبرى والصغرى خسارة كبيرة، وفقد كثيرون أيضا أعمالهم، فهل تريد اليوم أن تعود كل هذه المشاهد التي لم تشعر بها شخصيا لمجرد أن تعيش حالة من الرخاء الوظيفي الذي لم يكن يجب أن تشعر به اساسا، في وقت كان يجب أن يتغذى شعور المسؤولية فيك نحو هذا الوطن الذي يحاول من خلال حكومته الرشيدة ومؤسساته المهنية لا سيما الصحة والتجارة والتعليم، أن يقف الفيروس عند عتبة كل بيت ولا يدخله؟!. أنا آسفة أنني أتحدث اليوم عن هذه الفئة غير المسؤولة التي تنظر للجائحة التي تطرق موجتها الثانية بابنا بشدة، على أنها يمكن أن تخدم منافع شخصية لها، بغض النظر عن الأضرار على البلاد والعباد في الصحة أولا وعلى المال والجهد، ووقف عمليات التنمية التي نرجو الله ألا تتأثر رغم تأثرها فعليا مثل كل العالم بسبب هذا الفيروس الذي لم يكن له شبيه من الفيروسات التي انتشرت عالميا في الفترات الكثيرة الماضية، ولكن لله حكمة مما كتبه الله لنا والحمدلله على كل حال وعلى كل بلاء وداء، ولكن إلى متى سيظل الاستهتار لدى الكثيرين بطل المشاهد التي نراها على شكل أخبار متفرقة بتحويلهم إلى النيابة والقضاء، بسبب عدم ارتدائهم الكمام أو عدم الحرص على اتباع الإجراءات الاحترازية ؟!. إلى متى سيبقى التهاون سيد المواقف غير المسؤولة لأشخاص لا يضرون أنفسهم فحسب، وإنما إلى جانب الضرر الصحي الذي يمكن أن يودي للوفاة لأحد أقربائهم فإنهم يكلفون الدولة ما يمكن أن تقدمه للمستحقين لمساعدتها فهل هذا نحن مع الوطن أم ضده؟!. وعليه لا يجب أن نكون من هذه الفئة الشاذة التي ترى من ضرر الآخرين منافع لها، ولننظر إلى جهود الدولة بتقدير أكبر نترجمه بحسن الاستماع لتحذيراتها وتنفيذها بالصورة التي تضمن لنا اختصار الزمن لنخطو خطوة لمستقبل آمن يحتاج للصبر والتعاون في الفترة الحالية مع مؤسسات هذا المجتمع، وليبقى هؤلاء في تخيلاتهم المريضة التي لن تعود عليهم، بلا شك، إلا بالخسارة التي عليهم أن يحسبوها جيدا آنذاك، فالوقوف مع الوطن ليس فرض كفاية يقوم به البعض ويسقط عن الآخرين!. ‏@[email protected] ‏@ebtesam777