18 سبتمبر 2025

تسجيل

تواضعوا ترتقوا

22 فبراير 2015

هل تأملتم السنابل المثقلة بحبات القمح ؟! لنكن على يقين بأنها لم تنحن لأنها خاوية، بل انحنت لأنها ممتلئة بالخيرات، أما تلك السنابل الخاوية والفارغة من كل شيء فبقيت مرتفعة في مكانها رغم انها قادرة على جذب الجميع لها لجمالها وحسنها ووقفتها وغيرها من الصفات، وما أن نتعمق فيها حتى نصدم بفراغها وخوائها من كل شيء!! لنتعلم من هذه السنابل درساً عظيماً لحياتنا، ولنجعل من هذا الدرس دستوراً لنا ولأبنائنا أيضاً، التواضع رفعة عند العباد ورب العباد بإذن الله، فعندما تكون ممتلئاً كالسنابل المثقلة بالقمح فتنحني، فانحناؤك هنا لا يضرّ في مقدار ما تحمل من علم ومن قيم ومن ملكات أو إبداعات، بل ستترسخ صورتك في أذهان الناس ويحببك إليهم، لأ نّك حينئذ تجمع بين الحسنيين: قوتك وتواضعك، إن كانت هذه القوة منصبا، علما، جمالا، جاها، وغيرها. فالتواضع لا يكون إلا مع الامتلاء، ولا يسمى تواضع الإنسان الفارغ أو الخالي الوفاض أو صفر اليدين تواضعاً، وإنّما هو من باب "رحم الله امرئ عرف حدّه فوقف عنده". وعلى أيّة حال فالتواضع من الجميع حسن ومن الممتلئين أحسن. أستغرب من ذلك الشخص الذي وصل إلى مكانة معينة دون جهد يذكر ومع أول اختبار للدنيا معه يفشل وبجدارة في تحقيق التوازن بينه وبين قيمة التواضع، نراه يتعامل مع الناس من برج عال، ناسياً أو متناسيا ان من تواضع لله رفعه ومن تكبر فهو كالعصفور كلما نظر انه ارتفع عن الناس فقد صغر في عيون الناس على حجم ارتفاعه، وما أكثرهم حولنا أحدهم يتكبر على الموظفين معه لأنه رئيسهم في العمل، وذلك يتعالى على مراجع لديه معاملة عنده، وآخر يتكبر بسبب قشور زائلة لاتسمن ولاتغني من جوع!! وفي هذا السياق يُحكى أن ضيفًا نزل يومًا على الخليفة عمر بن عبد العزيز، وأثناء جلوسهما انطفأ المصباح، فقام الخليفة عمر بنفسه فأصلحه، فقال له الضيف: يا أمير المؤمنين، لِمَ لَمْ تأمرني بذلك، أو دعوت من يصلحه من الخدم، فقال الخليفة له: قمتُ وأنا عمر، ورجعتُ وأنا عمر ما نقص مني شيء، وخير الناس عند الله من كان متواضعاً. صوت:- تواضعوا ترتقوا، ولنتذكر بأنه كلما ارتفع الشريف تواضع، و كلما ارتفع الوضيع تكبر.