14 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر.. الإستراتيجية والريادة

22 فبراير 2014

مهما طال حديثنا أو قصر عن موضوع له أهمية كبيرة في دور دولة قطر على كافة الصعد المتوفرة.. فإننا لن يمكننا أن نحيط به ونلقي عليه الضوء المناسب لأهميته ومدى كبر حجمه وبعده اللامحدود.. وفي هذا الصدد يمكننا القول بأنه ولمحاولة الإحاطة بذلك الدور يمكننا أن نتناول هذا الدور بأسلوب متتابع وخطوة خطوة.. ونتجه في هذا الاتجاه نحو الدور الاستراتيجي لدولة قطر في المحيط العربي.. لنقول بأن الجهود التي قامت بها دولة قطر وتحت ظل قادتها وحكامها الذين تناوبوا على حكمها، تلك الجهود كان لها الأثر البارز في تحقيق العديد من المكاسب لمن وقعت عليهم المصلحة والمنفعة من الدول والشعوب التي كانت محور تلك الجهود.. فعلى سبيل المثال لا الحصر يمكننا أن نتحدث في جهود دولة قطر الأخيرة على صعيد القطر العربي الشقيق، السودان ومشكلة إقليم دارفور تلك الجهود التي سعت وتسعى خلالها دولة قطر إلى العمل على استدامة إرساء أسس السلام التي تم إقرارها من قبل في قطر وبما يعرف بوثيقة الدوحة للسلام في دارفور والذي تم تحقيق شوط كبير في مسيرة السلام المستمرة فيها.. تلك الجهود المخلصة والمبذولة من قبل أصحاب النية الطيبة الخالصة لرؤية الوئام والأمان يحط على أي بقعة من بقع العالم العربي وغيره أيضاً. تلك الجهود الخالصة منحت وحققت لشعوب هذا الإقليم (دارفور) السلام والأمان الذي عانى فقدانه فترة كبيرة.. وأرست تلك الجهود تعميم وتحقيق الخير للمنطقة بشكل عام.. وتمثل تلك الجهود دورا استراتيجيا وريادياً بالغ الأهمية لدولة قطر ويعبر عن مدى صدق الشعور بالمسؤولية الذي تميز به حكام دولة قطر على مدى الزمن.وفي هذا الصدد جدير بالذكر القول إن تلك الجهود المخلصة من قبل دولة قطر في ملف إقليم دارفور.. لم تقف عند حد التوفيق والتقارب بين أفرقاء الوطن الواحد.. بل عبرت عبر سعيها بالعمل على استدامة سريان الاتفاق ورعايته حتى يصل إلى الهدف النهائي المرجو منه.. فإن ذلك ولاشك يعتبر تميزاً غير مسبوق في تاريخ الاتفاقات التي عقدت على مر الزمن وكان الهدف منها إرساء السلام والأمان سواء بين أفرقاء الوطن الواحد أو بين الدول المتخاصمة بعضها مع بعض.. فقد كانت تلك الاتفاقات تقف عند نقطة معينة.. وغالباً كانت تلك الاتفاقات عرضة للانتهاك والخروقات نتيجة لعدم رعايتها كما يجب!؟ ولكننا هنا وفي الرؤية القطرية يمكننا أن نرى عكس ذلك.. بما يتمثل برعاية الاتفاق والعمل على استدامة إعمال السلام فيه.. حتى لا تذهب جميع الجهود المبذولة من قبل الجميع بما فيهم الأفرقاء والمتخاصمين هباء كما حصل في الكثير من المواقف.. وفي هذا الأمر يتوجب علينا القول بأن رؤية دولة قطر في هذا الصدد تعبر عن حدوث إنجاز كبير قلما يتكرر في السياسة الدولية!؟. ولكن حققته دولة قطر بجهود متواضعة.. وحققت المعادلة المنطقية المطلوبة في ظل هذا العصر المتلاطم المتغير الملامح في كل حين.. ويبقى أن نقول بأن تلك الجهود لم يكن من ورائها أي طائل.. وأن ترفل بثوب الأمن والطمأنينة والأمان.. فبوركت تلك الجهود من أقصاها إلى أدناها.