12 سبتمبر 2025
تسجيلنحن البشر نختلف كثيراً في طبائعنا وفي أمزجتنا كما نختلف في لغاتنا وعاداتنا، ولكن تبقى هناك روابط كثيرة تربطنا نحن بني البشر ببعضنا، مثل قدرتنا على العطاء، أو العمل، أو التعامل مع بعضنا البعض بطريقة إنسانية ثابتة لايختلف عليها الناس على اختلافهم، ولا الأديان على تعددهم. فنحن جميعاً أيضاً نستطيع أن نفكر، وأن نبدع وأن ننجز، وإن اختلفنا في تلك الإنجازات أو الإبداعات. ولاشك أن أسلوب حياة أي إنسان وتوجهاته هي في الحقيقة خلاصة أفكاره التي يتبناها في حياته ودرجة إيمانه بها، فكما يتبنى الأخيار الأفكار الخيرة ويتخذونها منهجاً، يتبنى البعض أفكار الشر التي نراها تتضح في أسلوب حياتهم. فمنذ أيام تذكر الكثير في هذا العالم المخترع والعالم الشهير توماس أديسون، مخترع المصباح الكهربائي، بالإضافة إلى اختراعات أخرى كثيرة بمناسبة ذكرى مولده التي كانت في الحادي عشر من فبراير عام 1847، وقد قرأت نبذة عنه رغم أني أعرف فقط بأنه مخترع المصباح الكهربائي، وأحد المخترعين المشاهير الذين قدموا خدماتهم للبشرية، إلا أن ماقرأته عنه جعلني أجزم بأننا نحتاج أحياناً لأن نقرأ في حياة هؤلاء كي نكتسب شيئاً يعود على حياتنا بالتغيير والفائدة، لأننا بالتأكيد في حالة تعلم مادمنا أحياء، ومهما مر بنا من العمر. فقد كان توماس أديسون من الذين يؤمنون بأهمية العمل لأن النجاح لايأتي صدفة، والأهم من ذلك فقد كان يؤمن إيماناً كبيراً بعظمة قدرة الإنسان في فعل الأشياء التي قد تذهله هو شخصياً، ومن أهم ماكان يميز شخصيته أنه كان ينظر إلى كل شيء على أنه ذو فائدة، وكان اعتقاده دائماً بوجود البدائل والطرق الأفضل لكل ماقد يعتبره البعض معضلات في الحياة. ومن الأشياء الرائعة التي قرأتها عنه بأنه كان لايقول عن محاولاته أنها محاولات فاشلة أبداً، ولكنه يقول دائماً بأنها تجارب لم تنجح، فعندما ذهب إلى مكتب براءة الاختراع ليخبرهم عن عمله على اختراع مصباح يعمل بالكهرباء نصحه المكتب بعدم الاستمرار وإنها فكرة حمقاء وإن الناس تكتفي بضوء الشمس، لكنه أرسل إليهم خطاباً يقول فيه: " ستقفون يوماً جميعاً لتسديد فواتير الكهرباء". فنحن بالتأكيد نحتاج أيضاً لتبني الأفكار البناءة في حياتنا كي تغير أسلوب حياتنا في التعامل مع التفاؤل والثقة بالنفس والصبر، الذي لاشك أن البعض منا لديه خلل في التعامل معها، والوقوف ببعض معوقات الحياة أمام حوائط عريضة عالية لانفكر في البدائل ولانقر بأنها محاولات غير ناجحة، فلا بديل والمحاولة فاشلة، ومنها الاستسلام للألم والكآبة التي تعوق مسيرة حياتنا. إننا نحتاج أن نؤمن بفكرة القوة والصبر والثقة في قدرتنا على إيجاد البدائل والحلول لكل مشاكلنا كي ننتصر على المعوقات والآلام، وأن ندرك حجم مابنا من قوة وتحمل، إنها الحقيقة التي قد تغيب عنا. وكانت النهاية لحياة توماس أديسون ووفاته عام 1931، وفي يوم وفاته أطفئت كل مصابيح وأنوار أمريكا، كي يعرف الناس ويشعرون بقيمة هذا الرجل الذي رحل عنهم، والذي قدم نتاج أفكاره لخدمة البشرية. أما نحن فقد نعتقد أننا لانستطيع أن نخترع ماقد يخدم البشرية بعدنا، ولكن ما يجب أن نعتقده أننا لابد أننا نستطيع أن نخترع لأنفسنا أفكاراً نيرة بها الكثير من التغييرالذي يضفي الإستقرار والسعادة لحياتنا. [email protected]