28 أكتوبر 2025

تسجيل

دولة فلسطين أولاً

22 يناير 2024

حكومة الولايات المتحدة الأمريكية حكومة متلونة فعلا، ففي الوقت الذي يضغط عليها شعبها في الكف عن تأييد حكومة إسرائيل عسكرياً وسياسياً لا سيما في عدوانها الآثم على قطاع غزة ونشر مواقع التواصل الاجتماعي على اختلاف منصاتها صورا أليمة لأطفال ورضع فلسطينيين أيقظت ضمائر العالم الأصم الذي كان يرى إسرائيل ضحية إرهاب المقاومة الفلسطينية فإذا بالإرهاب يتمثل في هذا الكيان الغادر الذي تدعمه واشنطن بضرائب هذا الشعب نرى أنها اتجهت الآن لمحور آخر كان قد أُهمل لسنوات طويلة وهو حل الدولتين جنبا إلى جنب وكأن بايدن يريد أن يغطي على هذا الدعم اللا محدود لإسرائيل بسحب سفن المشهد نحو ضرورة حل الدولتين اليوم وأن نتنياهو الرحوم لا يعارض هذا الحل لكن لديه تحفظات يجب أن تؤخذ بالحسبان وأن إقامة دولة فلسطينية بالحدود التي يقرها القانون الدولي للعودة إلى حدود 1967 لا يمكن أن تتوافق مع رؤية إسرائيل للدولة الفلسطينية التي يعترض كثير من كبار القادة الإسرائيليين على إقامتها باعتبارها سوف تمثل تهديدا ملموسا لدولة إسرائيل وستكون ممرا مشروعا لقتل اليهود حسب تعبيرهم وكأن ما مضى منذ أكثر من ثلاث شهور متتالية من مجازر وجرائم ومذابح وشتات ونزوح وقتل وتدمير وهوان وتجويع وحصار وأمراض وشح الماء والدواء يجب أن يُطوى بمجرد جر الأنظار إلى فكرة إقامة الدولتين وأن حق الفلسطينيين بدولة حرة مستقلة هو حق مشروع لا يجب رفضه! فهل يعقل أن يطوي التاريخ كل هذه الجرائم التي لا تزال دماء أصحابها تسيل من بين أصابع قاتليهم أو يتجه هذا العالم إلى فكرة حل الدولتين والعدوان لا يزال قائما بوحشية وكل يوم تُرتكب عشرات المجازر في القطاع رغم الدعاية الأمريكية للسياسة الإسرائيلية المعتدلة في حربها ضد حماس وترويج قوات الاحتلال لجيشها الأكثر أخلاقية بحسب تعبير رأس الشر فيه بنيامين نتنياهو عقب الدعوى الحقوقية التي أقامتها كيب تاون ضد كيانه الدموي بتهمة ارتكاب الإبادة الجماعية لأهالي القطاع فماذا يعني حل الدولتين اليوم؟! وهل يمكن لطرفي العداء وأعني الإسرائيليين والفلسطينيين أن يجتمعوا على طاولة واحدة بعد كل هذه الدماء ؟! والسؤال الأهم هل يمكن تنحية قوى المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس من كل هذه الاتفاقيات التي لم تعترف بها سابقا ولا يبدو أنها تميل اليوم وعقب كل هذه المجازر والنزعة الدموية التي تغلب على جيش إسرائيل إلى اتفاق جديد بشأن إقامة دولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيل مزعومة؟. الواقع يقول إن الولايات المتحدة تسبح ضد هذا التيار خصوصا في هذه الظروف التي من المستحيل أن تضم طرفي العداء في غرفة مغلقة حتى بوجود وسيط يرتضيانه بينهما الذي لن يمكنه تقريب وجهات النظر مادام المعنيون بها يرفضان الخطة العامة لهاتين الدولتين اللتين لا يظهر لهما أي أفق واضح والعدوان لا يزال قائما بذراع إسرائيلية وتمويل أمريكي وغربي يعلن ما يناقض فعله والولايات المتحدة تعلم بأن تناقضها في تحديد موقفها من الحرب على غزة هو ما يجعل شعبها يراها مجرد حصالة استنزاف لأموال تضخ في الخزانة الإسرائيلية بشكل لا محدود ولذا نرى تل أبيب تتمرد أحيانا على الموقف الأمريكي الداعي إلى التفكير في اليوم التالي للحرب وهو ما يتجنبه نتنياهو حتى هذه اللحظة بل ويرفض ما يعتبرها إملاءات أمريكية على حكومة إسرائيل التي نحمد الله عز وجل أن أشعل في جنباتها عاصفة من الخلافات لا تنتهي لا سيما فيما يسمى بمجلس الحرب الذي يبحث كل مجرم فيه عما يمكن أن يحقق تعطشه للقتل والإبادة الكاملة للفلسطينيين لأن كلا منهم يعلم بان الأرض فلسطينية وإنما هم بغاة معتدون ومحتلون وإن وُجدت دولة لفلسطين وهذا بإذن الله أمر مؤكد فإن الحق فلسطيني والأرض فلسطينية والنصر فلسطيني والله مع فلسطين وأهلها.