11 سبتمبر 2025

تسجيل

مقالٌ بتــوقيع نـون النّسوة !

22 يناير 2020

دعونا نكون في منتهى الصراحة ونسأل: هل أخذت المرأة كافة حقوقها ؟! ممممم!.. أظنه يبدو سؤالا عائما بعض الشيء ولذا هل يمكن أن أطرحه بصيغة أكثر تحديدا؟! هل يبدو أن المرأة الخليجية قد أخذت كفايتها من الحقوق التي يجب أن تتمتع بها مقابل ما يجب أن تكون عليه واجباتها ؟! ولا تسألوني إن كانت الإجابة يجب أن تتحدد بكلمة نعم أم لا فقط لأنني شخصيا لا يمكن أن أحدد إجابتي بإحداهما ما لم أجد دراسة مستوفية عن الموضوع تساعدني في النهاية على تحديد الإجابة المطلوبة ولكن بالنظر إلى ما نراه ونسمعه ونقرأه فلا يمكن لأحد أن ينكر أن المرأة الخليجية قد مُنحت أغلب حقوقها من العمل والتعليم والعلاج والاختيار في كافة الأمور التي كانت تُفرض عليها قديما والتنقل بحرية أو السفر وقد حددت خليجيا لأننا نعلم بأن المرأة في باقي الدول العربية لا تزال محرومة من أقل حقوقها ونرى في بعض هذه الدول التي تفتقر لمقومات الاستقرار والتنمية للأسف أن حقوق النساء لا تبدو من أولويات حكومات هذه الدول التي يقع معظمها تحت خط الفوضى والحروب والدمار والجهل وكلنا يرى ماذا يحل بهذه الدول حاليا وما يجري فيها ولذا دعونا نعود لمحور حقوق المرأة الخليجية التي لم تتعاظم كما هو الحال عند شقيقتها العربية المغلوب على أمرها ونسأل ثانية: إن كان لهؤلاء حقوقهن – ودعوني أشدد على نون النسوة – فلم نر منهن من تتمرد على واقعها وعيشتها المرفهة وتهرب إلى حضن أوروبا ثم تغرد من هناك لقد تحررت ؟!! تحررت من ماذا ؟! هل تسمين ( ولاية ) والدك أو شقيقك ومسؤوليتهما عنك هو قيد كان يربط يديك ورجليك وربما روحك ؟! هل تحررت من مشاهدة والديك وبرهما والإحسان إليهما ؟! هل تحررت من العمل الذي كان يمنحك راتبا مجزيا في آخر الشهر لتتبضعي وتخرجي وتأكلي وتتنعمي مع صديقاتك في صحبة أو سهرة رائعة ؟! هل تحررت من حريتك في أن تكون لك شخصيتك الواعية والمثقفة التي كانت تعطيك الحق لترفضي خاطبا لك وتوافقي على آخر بمنتهى الحرية والقناعة الشخصية ؟! هل تحررت حين فقدتِ دفء العائلة واللعب مع إخوتك الصغار أو الشجار كما هي عادة الاخوة ثم التصالح معهم ؟! هل تحررت يا جاهلة من أن تقولي رأيك الخاص داخل البيت وخارجه وفي محيط العمل وان تجدي من يحترم هذا الرأي ويأخذ به ؟! هل تحررت من التنعم بأمن بلادك وهوائه وشوارعه وجواز السفر الذي أعطاك الحق لتسافري بعلم أهلك أو خلسة ثم تتبجحين بأنك نلت الحرية ؟! أي حرية هذه إن كنت قد هربت لتكوني أسيرة الفقر والتسول والشتات والأهم من هذا أن تصبحي بضاعة رخيصة في يد من يهمه أن يتلقف المشردات مثلك ؟! وماذا بعد هذه الحرية المشوهة يا هذه ؟! ما الذي يدعوك لأن تغرري بغيرك من الفتيات وتدعيهن للخروج عن طاعة عوائلهن واللحاق بك ليشاركنك التسول وحياة الضياع التي تعيشينها وتكابرين في وصفها بالحرية ؟! فمن العجيب أن تدعو مثلك من هن معززات في بلادهن لأن يتجهن لنفس مسلكك ويلقين نفس مصيرك ! عموما كنت ولازلت أقول ان الحرية فطرة لا حق مكتسب وما دمت في بلادي بين أهلي وربعي أتنعم بالأمان وبقانون أسترد به كل حق لي مسلوب من شخص تجرأ يوما وسرقه وأحظى بدعاء أمي وأمنيات أبي الطيبة وبراحة في عملي وأمان في تنقلي فلا توجد حرية أكبر من هذه إلا إذا رأت إحدى هؤلاء التافهات أن ( سواد الوجه ) حرية فالله لا يردك !. فاصلة أخيرة: في الثامن من مارس وهو يوم المرأة العالمي سأكتب مقالا يشبه هذا لكني سأركز على الحرية التي أنعم بها وليس عن حرية حُرمت منها بعض من نون النسوة !. [email protected]