10 أكتوبر 2025
تسجيلتساهم السياحة في الاقتصاد العالمي بأكثر من ٨ تريليونات دولار سنوياً، لذلك ترغب الكثير من الدول في استقطاب عدد أكبر من السياح. ولكن في المقابل فهناك بعض الوجهات تعاني من ازدياد تدفق السياح بشكل أكبر من طاقتها Over-tourism، مما يخلق مشاكل كثيرة، كارتفاع تكاليف المعيشة على السكان، وشح المياه، وارتفاع معدلات النفايات، وغيرها من المشاكل. ومن أشهر هذه الوجهات الحي القديم بمدينة فينيسيا الإيطالية الذي يزوره يومياً ٦٠ ألف سائح (عدد سكانه لا يتجاوز ٥٥ ألفا)، مما جعل ملاك العقارات يرفضون تأجير عقاراتهم للسكان المحليين ويفضلون تأجيرها بأسعار مضاعفة للسياح، مما جعل الكثير من الطبقة العاملة يهجرون المدينة لمناطق أرخص. بالإضافة لتردي الخدمات المقدمة للسكان كالنظافة والأمن والمواصلات العامة وتهالك المرافق العامة؛ بسبب اكتظاظ السياح. ومن تلك الوجهات أيضاً مدينة برشلونة، التي تملك الميناء الأكثر ازدحاماً في أوروبا بسفن الكروز الضخمة؛ فلم يعد السكان المحليون يستطيعون الاستمتاع بالحدائق والمتنزهات والشواطئ كالسابق، فقد أصبحت مكتظة بالسياح، والقمامة ترمى بلامسؤولية في كل مكان، وأصبحت مدينتهم مرتعاً للنشالين والمحتالين الذي يدّعون أنهم مرشدون سياحيون أو سائقون وهم بالأساس بلا ترخيص رسمي. كذلك الحال في مدينة دوبروفنيك الكرواتية، وبانكوك، ولندن، وباريس، وغيرها من الوجهات ذات الشعبية المتزايدة، والتي أصبحت تفكر في طرق للحد من تفاقم عدد السياح. أعتقد أن تفاقم السياحة في الكثير من الوجهات السياحية المعروفة هي فرصة مواتية للكثير من الدول التي تسعى لتقديم نفسها كوجهات سياحية جديدة، فالسياح لا يزالون متعطشين للسفر واكتشاف وجهات جديدة، وقطاع السفر في ازدهار لم يسبق لم مثيل في التاريخ، خصوصاً في عصر المعلومات ومنصات التواصل الاجتماعي وانخفاض تكاليف السفر وسهولة الوصول لأي مكان في العالم. Twitter: khalid606