30 ديسمبر 2025

تسجيل

ما أشبه قمة بيروت بقمة الدوحة 2009

22 يناير 2019

رغم أن قمة بيروت ليست بنفس أهمية قمة جامعة الدول العربية التي ستُعقد في تونس في مارس القادم إلا أن الحقيقة تقول ان العرب في القمم التي تُعقد في ظروف استثنائية وصعبة نجدهم دائماً ما يخذلون تطلعات شعوبهم العربية بتعمدهم المساهمة في إفشالها بحسب أجنداتهم ومرئياتهم التي تخدم فقط بقاءهم على عروشهم وديمومة مصالحهم على حساب شعوبهم !! ولأنه مكتوبٌ على العرب أن يعقدوا جميع قممهم في ظروف مخيبة للآمال واستثنائية وتنتهي بخيبات وحسرات أكبر تلائم وضع بلداننا العربية التي غرقت في خلافاتها وانقساماتها ازاء قضاياها حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن من قطبين اثنين أحدهما يلعب فيه فريقان دور المتصهين حتى النخاع والمتطلع أن يكون متصهيناً بامتياز بنظام التقية التي رأيناها في الآونة الأخيرة تُمارس بعلنية ودون استحياء، أما القطب الثاني فهو المعارض والرافض للتعاون أو التحالف مع الصهاينة حتى لو كان الطرف المتحالف ضده عدواً يشكل خطراً عليه وهذا القطب دائماً ما يعاني من نفور واشمئزاز الطرف « المتصهين « ضده وبالتالي يتفاجأ بأنه يُعاقب على شهامته وعزته وشرفه ! في عام 2013 ورغم أن الدول العربية كانت في أوج انقساماتها فقد شهدت قمة الرياض حضور العديد من القادة الذين يبدو أن حرصهم على حضورها كان خوفاً منهم على كراسيهم في اعقاب ثورات الربيع العربي التي أطاحت بأربعة زعماء عرب لم يظنوا يوماً من الأيام بأن شعوبهم ستخلعهم وترميهم إلى مزبلة التاريخ، وكان الزعماء حينها منقسمين بشأن ثورات الربيع العربي ولاستمالة مشاعر الشعوب الثائرة والغاضبة على طُغاتها كان لابد لهم من اتخاذ موقف حاسم يتماشى مع رغبة هذه الشعوب وبالتالي لا تتسع معه رقعة الثورات، وهو الأمر الذي حرص عليه الزعماء العرب الذين لا يقلّون ظلماً ولا إجراماً ممن سبقوهم من الطغاة العرب ! ذكّرتني قمة بيروت بقمة الدوحة الطارئة التي سُمّيت بـ ( قمة غزة ) عام 2009 التي عقدتها قطر في ظروف استثنائية لاتخاذ موقف عربي مشترك للخروج بقرارات تضمن إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة والذي استمر لأكثر من 3 أسابيع وخلّف أكثر من 1033 شهيداً و4850 جريحاً التي غاب عنها الزعماء العرب في صورة مخزية ومخيبة لآمال وتطلعات الشعوب العربية، وأيضاً تعكس صورة الخذلان وخيانة الأمانة وإهانة دماء الأبرياء من الشهداء الفلسطينيين، ولا أنسى انطباع سمو الأمير الوالد حينها تعبيراً عن هذا التخاذل عندما قال « حسبي الله ونعم الوكيل « وعندما أكد سموه بأنه لم يدعُ للقمة « كي نجهز الجيوش « فنحن لسنا حالمين، بل ندرك الواقع من حولنا، ولكننا نرى أن واجبنا اتخاذ موقف مشترك وبوسعنا اتخاذ قرارات فاعلة « ظروف قمة بيروت 2019 لم تختلف كثيراً عن قمة الدوحة 2009، فرغم فارق العشر سنوات بينهما إلا أنها تشابهت في أخلاق وشهامة الزعماء العرب الذين أثبتوا بأنهم نقمة على شعوبهم وعثرة في طريق الوحدة والتكامل العربي، كما أن قطر لم تختلف ولم تهتز مواقفها رغم كل الضغوطات التي تمارس ضدها، وحكامها لم يختلفوا ولم يتزحزحوا عن مبادئهم منذ نشأتها على يد المؤسس حتى وقتنا الراهن، فها هو صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى يكسر حصار قمة بيروت كما كسر حصار بلاده وتجاوز بها إلى الآفاق، ليؤكد دوماً بأنه يقف مع آمال وتطلعات أمتنا العربية رغم المصاعب الجمة التي لا زالت تعصف بها وتخلق انقسامات واختلافات بين أطرافها في ظروف الأمة أحوج فيها إلى التقارب ووحدة الصف. ◄ فاصلة أخيرة يتهافتون للتطبيع مع الصهاينة ويتسابقون لإعادة العلاقات مع المجرم بشار ويفتتحون سفاراتهم في دمشق ويُحاصرون قطر ويُحرضون على قيادتها وشعبها ويمارسون البلطجة والتنكيل بأحرارهم وحرائرهم، وعندما تدعم قطر أهل غزة وتدعو إلى إيقاف الحرب الظالمة في اليمن وتدعو إلى نبذ العنف وتطبيق مبادئ حقوق الإنسان ينعتونها بـ « الإرهاب !! تباً للطواغيت ومن يسير في ركبهم! [email protected]