15 سبتمبر 2025
تسجيللأنني أعد نفسي كاتبة وأملك قلماً ينقذني في كثير من الأحيان من مطبات صعوبة التعبير التي ينزلق فيها كثيرون ممن لا يجدون ما يعبر عما في دواخلهم بعكس الذين يتباهون بسهولة ذلك في أحبارهم، فأنا ملزمة اليوم بأن أكون مسؤولة عما أكتبه ولا يمكن للصحيفة التي تحتضن رمالي أن تشاركني هذه المسؤولية التي أعنيها هنا وهي في أبعاد المعاني التي أريدها أن تصل للمتلقي بحسب ما هي تريد وليس كما يراد للقارئ أن يفهمها منها !.. ففي أعقاب الأزمة الخليجية المفتعلة ضد قطر تقافزت أقلام محلية قلة للتحدث في الموضوع وانبرى أصحابها في التحليل والتبرير ومناقشة الأزمة وكأنها على علم بخفاياها رغم أن الجميع متأكد بأن كل ما نكتبه لا يمكن أن يصل لما هو متحقق فعلاً الذي يبدو أنه يتجه لانتكاسة عظيمة بعد المؤشرات التي تدل على تفاقم هذه الأزمة نظراً لتصعيد دول الحصار لها .. وأنا هنا لست في محل لتقييم هذه الأقلام لكنني أرفض أن تباع الوطنية وتشترى لأجل شهرة ما أو جلب المزيد من المتابعين في حسابات تويتر التي باتت تنطق أكثر من 140 حرفاً ما لا تضاهيه أوراق الـ A4 المملة أو أن أمثل أنني مواطنة مثالية تحب الوفاق للجميع وأن يعم الوئام والسلام البيت الخليجي وكل ذلك على حساب الانتقاص من ثوابت قطر وتمجيد ثوابت الآخرين واعتبار بعض الأقلام الإعلامية البارزة في قطر على أنها مثيرة للفتن ومقلقلة للأمن وأنها تزيد من هوة الفُرقة الخليجية و... و... إلى آخره مما يمكن أن يستعرض فيه أصحاب هذه الأقلام التي أعتبرها أقلاماً موبوءة بل ومريضة في الوقت نفسه؛ لأن ثوابت قطر لا يمكن أن تتشكل على هوى ثوابت الآخرين وبعض الأقلام لدينا ممن عُرفوا بالأدب والنقاش بالحجة لا يمكن أن تتناولهم أقلام تحبو في عالم الكتابة وتحاول التسلق على شهرتهم لتشتهر هي الأخرى في تملق واضح للطرف الخليجي الذي نعتبر كل ما فعله ضدنا معادياً لنا من خلال أذنابه الأمنية المزروعة في تويتر، وأبواقه الإعلامية الرسمية التي لم تجد من أصحاب الشأن في بلادها ما يلجمها، بل إن الاعتقاد هو أنها هي من تصدر لها الأوامر بمعاداة قطر حكومة وشعباً جهراً على صفحات الجرائد وشاشاتها التلفزيونية !.. وللأسف فإن هذه الأزمة قد أفرزت لنا مثل هؤلاء المتملقين من الأقلام المعوجة ليس على الأقل من خلال المقالات المنشورة التي يمكن التمويه فيها، والتحايل على عين الرقيب، بل وتزيينها بعبارات إنشائية عامة لكني أكتب عن تلك القناعات الشخصية التي تتضمنها حسابات هؤلاء في تويتر، ويعبرون عنها بكل أريحية ويلبسونها مثالية (مقرفة) في الواقع لأنها بذلك تكشف أقنعتهم الجميلة التي كانت تستر وجوهاً قبيحة تتكلم باسم قطر لكنها لا يمكن أن تحب قطر كما يجب !.. فالكلمة نوع من الوفاء لبلدنا، وهي نوع من الحب العميق الذي نتبادله كل ثانية مع هذا البلد العظيم، الذي رفعنا عالياً فكيف يحاول أقزامه أن يهووا به! وهذا لا يمكن أن يصير لو اصطفت أرواحنا الواحدة تلو الأخرى فداء لذرة واحدة من ترابه ؟!..وعليه قبل أن تبحثوا عن الوئام الخليجي، ابحثوا في دواخلكم عن حب قطر، فهذا في نظري أولى وأجدر لأن تبدأوا في التكلم برومانسية عن التوافق الخليجي الخليجي الذي نرجوه جميعاً، ونسعى له، بل ونشجع له، لكن والله ثم والله ليس على حساب حب قطر بالمعنى الذي يبدو أنه يجب أن يُعلَّم لهؤلاء، عوضاً عن ثرثرتهم في تويتر التي تجلب متابعين أكثر من الجار العزيز، أكثر مما يجب أن يسكنه أهل الدار ! .. ولا يعني أننا وإن كنا نريد لهذا البيت الخليجي أن يعود أكثر قوة ومتانة وثقة بين أهله وناسه أن نروج لهذه الأمنية على حساب تداعي حقوق قطر وعدم التأكيد إلى ما تدعوه إلى حوار غير مشروط، ولا يمس سيادة أي دولة خليجية هي طرف فيه .. لا يعني أننا نريد لهذا البيت أن تعود أركانه أمتن مما كانت عليه سابقاً أن نجهض ما يجب أن تكون عليه العلاقات الخليجية الخليجية مستقبلاً .. جماعة الصلح خير .. اصحوا بارك الله فيكم ! . ◄ فاصلة أخيرة : هي قطر .. تكفيني وتكفيكم ! . [email protected]