12 سبتمبر 2025

تسجيل

دافوس وبيئات الأعمال

22 يناير 2017

مستقبل الصناعة الرقمية، والطاقة، والوحدة الاقتصادية الأوروبية، أهم ما يؤرق خبراء الاقتصاد في المنتدى العالمي دافوس بسويسرا، لأنه يسلط الضوء على إشكاليات لا يزال يكتنفها الغموض، وضبابية الحلول، وبطء الإجراءات الفاعلة.ويرى صناع قرار عالميون أنّ الدول مطالبة بدخول مرحلة جديدة من العولمة، تتناغم مع تحديات الواقع، وأنه في ظل أزمات التضخم والكساد والركود والبطالة وضعف الاقتصاد وتذبذب الأسعار، لابد من آليات واقعية تستجيب للمرحلة الراهنة بدلاً من دراسات مثالية بعيدة عن الميدان.فقد رسم دافوس مستقبلاً جديداً لبيئات الأعمال في التجارة والصناعة والتقنية والبيئة، وظهرت مجالات علمية في القرن الحالي تتطلب معها إنشاء بيئات أعمال ذات طابع إنتاجي وصناعي وتجاري.من هذه البيئات المهنية الحديثة: صناعة الروبوتات، وتقنية النانو، وإنترنت الأشياء، ومجال البيانات الكبيرة، ووسائل الاتصال المحمولة والافتراضية، والذاكرة المعلوماتية الضخمة، والتقنية الحيوية، وسفن الفضاء، والطائرات الآلية من دون طيار، والزراعة الحيوية.هذه الأعمال تتطلب أجيالاً أكثر قدرة على فهم تلك العلوم، والتناغم معها عملياً وإنتاجياً، فلم يعد عالمنا يقبل بالاستهلاكية السائدة، إنما صار يبحث عن الابتكار والإبداع والإنتاجية الخلاقة.على الرغم من الوجه المشرق للصناعة الرقمية والحيوية إلا أن عالمنا يخفي وجهاً آخر من الحروب والصراعات ونقص المياه ونقص الغذاء وضعف السوق والانهيار المالي والبطالة وقلة فرص العمل والفقر وتدني مستويات المعيشة في دول الصراعات والنزوح والهجرة التي أثرت سلباً على النهوض بالمجالات الحديثة، وجعلت مجتمعات تتقدم وأخرى تتأخر معيشياً ومالياً واقتصادياً.فقد وضع منتدى دافوس العالم العربي أمام تساؤلات كثيرة، حول مدى استعداد الشرق الأوسط للمهن الحديثة، ولمجالات الصناعة الرحبة، وماذا عن تهيئة جيل من الصانعين والملهمين لمرحلة الاقتصاد الجديد، وكيف بدأ العالم العربي تعزيز موقعه على الخارطة الاقتصادية التي يصفها كثيرون بالثورة المعلوماتية والابتكارية.على مستوى البيانات الإحصائية، فقد بدأت الدول العربية في إيلاء البحوث والابتكارات العلمية جلّ اهتمامها، وصارت تخصص موازنات مالية لمراكز التجارب والرصد والأبحاث الطبية والصناعية والجينية والصناعية والبيئية.والكثير أنشأ مدنا اقتصادية متطورة في الطاقة والبيئة والسياحة والبحوث، وهي ما زالت في بداياتها الإنتاجية الأولى، كما خصصت جزءاً من إيرادات موازناتها وعوائدها لدعم العمل البحثي في الطاقة والفضاء والطب والعلوم مثلاً.وعالم الغد كما يراه دافوس يتطلب المضي قدماً نحو جهود بناءة وحقيقية.