27 أكتوبر 2025
تسجيلالدبلوماسي المحنك القطري ناصر بن عبدالعزيز النصر شاءت الأقدار أن يتسلم منصبه مندوبا ساميا لتحالف الحضارات في الامم المتحدة في أجواء مكفهرة تحيط بالعالم قاطبة وسط تيارات متصارعة تتدافع لتحكم العالم بنظرياتها وايدلوجياتها البعيدة كل البعد عما ينادي به تحالف الحضارات في الامم المتحدة والتي يسعى مندوبها السامي في كل خطواته حول العالم ليكرس نبل رسالة التحالف في الحوار ونشر ثقافة السلام.فكرة إنشاء تحالف الحضارات تعود لإسبانيا بُغية تجاوز سوء التفاهم بين الثقافات والأديان، خاصة بين العالمين الغربي والمسلم. وقد أُطلق مفهوم المبادرة من أجل تحالف الحضارات في سبتمبر 2004 على منصة الأمم المتحدة حيث جاءت هذه المبادرة عقب التفجيرات التي شهدتها مدريد في نفس العام وانضمت تركيا إلى إسبانيا في رعاية المنتدى الذي تبنته الأمم المتحدة ويحظى حاليا بدعم عدد كبير من دول العالم،مع تطورات الاحداث وتداعياتها بدأت شعارات تحالف الحضارات تتضاءل وسط المنادين لصراع الحضارات التي وجدت آذانا صاغية لها ومطبلين لمعانيها العنصرية لانه بمفهوم هذا النمط المتعالي فان المقصود بصراع الحضارات هو صراع المصالح، وكلما تكرر ذكر هذا المصطلح نزداد عجباً ويزداد المصطلح غموضاً وانغلاقاً. الغرب هو من صدر لنا هذا المصطلح واستقبلناه نحن في المشرق بكل ترحاب، وطفقنا نستعمله في خطابنا السياسي دون تفكير وتمعن.. أما غموض المصطلح فكونه يفترض أن الحضارات تتصارع ومن ثم يمكن أن تتحاور.وقد اعترف المفكر الأمريكي صامويل هنتنجتون بِأمانة علمية تُشهد له ضمن مؤلفه "صدام الحضارات" ويرى أن الغرض من طرحه لهذه النظرية هو موقف وقائي، بنائي لا أصولي، وذلك من أجل ترسيخ قيم العدالة الإنسانية، وتفادي الكوارث اللاإنسانية في حق البشرية جميعا، بنبذ الكراهية والتحريض، وضمان سيرورة تاريخية للقيم المثلى، التي تحكم وتحكمت في العامل الإنساني من ناحية بناء القيم المثلى.. الفيلسوف الفرنسي المسلم عبد النور بيدار وهو أستاذ فلسفة بجامعة "صوفيا أنتيبوليس" في نيس بفرنسا، توجه في رسالة مفتوحة بنقد لاذع للعالم الإسلامي يصفه فيها بالرجل المريض لكنه يعترف ان الإسلام على غرار جميع القوى الروحيّة الكبرى المقدّسة في العالم، قد أنتج على مدى تاريخه الجمال والعدالة والمعنى والخير، وأنار الكائن الإنساني بقوّة.ويوجه في مسار بحثه كلمة للاسلام بقوله "واجبي كفيلسوف يقتضي إجابتك. إنّ جذور هذا الشرّ الذي يسرق وجهك اليوم تكمن فيك، فالوحش خرج من رحمك، والسرطان يسكن جسمك ذاته" ويضيف في موقع اخر "إنّني أرى فيك أيّها العالم الإسلامي قوى هائلة مستعدّة للنهوض من أجل المساهمة في هذا الجهد العالمي لإيجاد حياة روحيّة للقرن الحادي والعشرين! إنّ فيك حقّاً، رغم شدّة مرضك، ورغم زحف الظلاميّة التي تريد أن تغطّيك بظلالها، عدد كبير واستثنائي من الرجال والنساء مستعدون لإصلاح الإسلام، سؤال طرحه بعض المعنيين "هل نحن محكومون بصراع الحضارات؟ بعد جريمة شارلي إيبدو والاستقطاب الذي صاحبها ليس فقط في فرنسا بل في العالم العربي، وهل كان صاموئيل هنتيغتون محقا عندما تكلم عن ضرورة صراع الحضارات؟ الواقع! أننا نعيش في صراع مفاهيم مغلوطة عن الاخر ولنتأمل مبادئ"تحالف الحضارات" فان فيها من الاسس النبيلة التي ترقى بالعالم الى حياة بعيدة عن الصراعات المفتعلة وتساهم في جعل كوكبنا في مستقبل الأيام عالماً أكثر إنسانية وأكثر روحية في آنٍ!. وسلامتكم