19 سبتمبر 2025
تسجيلمن المرجح ان تختتم اليوم الخميس عملية قيد الناخبين في دورة المجلس البلدي الخامسة، والتي تدور رحاها لاختيار اعضاء المجلس ممثلي الدوائر الانتخابية، ولن ابالغ حين اصف تلك الانتخابات بالنزيهة والدقيقة جدا وسليمة الاجراءات الادارية والأمنية، مما يتيح فرص التنافس الشريف بجدارة واستحقاق لاختيار الأكفأ والاصلح من المرشحين لتمثيل اهالي مناطقهم لتكون الحدث الابرز على الساحة المحلية حاليا، إلا ان ذلك ليس اقصى ما يرجوه المواطن، وبتعبير اخر اننا نثق في الأخوة المواطنين ابناء ديرتنا المرشحين، وانهم على درجة عالية من الكفاءة والتأهيل ويحملون للوطن والمواطن افكارا وخططا بناءة، لكن هذا وحده غير كاف لأن تجاربنا مع الاعضاء في الدورات الماضية لم تكن مشجعة بل ان كثيرا من المواطنين يجهل اسماء من يمثلونه في المجلس البلدي وعدد من الاعضاء ضعيف التأثير والتواصل مع مواطني دائرته، ناهيك عن الذين يغلقون عليهم ابواب المنزل فلا نكاد نراهم إلا في اجتماعات المجلس او عبر تحقيقات الصحف!. وقد يكون هذا الوضع ناجم عن صفة مجلسهم التي تقتصر على الدور الرقابي وتقف حائلا دون تحقيق الطموحات التي يتطلع إليها المواطن خلال ترشيحه لهذا العضو او ذاك، كما انه يفتقد الصلاحيات التنفيذية المطلوبة، ولعل هذا احد اسباب غياب او احجام كثير من الكفاءات والكوادر الوطنية المؤهلة عن المشاركة في خوض غمار انتخابات المجلس منذ انطلاقتها وحتى هذه الايام، كما ان كثيرا من المواطنين والمواطنات لم يتوجهوا إلى المقار الانتخابية وتسجيل قيدهم لذات السبب، رغم تسهيل الاجراءات وضمان اقصى درجات النزاهة والشفافية خلال الاقتراع المباشر، لأن المواطن يهمه بالدرجة الاولى انجاز مطالبه عن طريق العضو الممنتخب بيسر واتقان. واجزم ان كثيرا من الذين توافدوا على مقار الاتنتخابات لاختيار مرشحيهم مشحونين جراء الحملات الاعلامية المكثفة، ونسبة منهم يعتبرون الانتخابات نقلة نوعية فريدة في حد ذاتها تدفعهم نحو التفاعل معها. وعن تجربة شخصية، فإن انجاز المعاملات وتوفير الخدمات البلدية المطلوبة يتمان دون الاستعانة باعضاء المجلس وان كثيرا من المشاريع ذات الصلة تسير وفق خطط معدة سلفا وليس للعضو المنتخب اي دور في ذلك إضافة إلى ان اعضاء المجلس انفسهم يصنفون لدى كبار المسؤولين وفق معايير معينة. ومنهم من ينتظر انجاز مشروع حيوي لينسبه إلى نفسه!. نعم يصدر المجلس توصيات كثيرة جدا تستحق ضمها إلى موسوعة (جينيس) لكن التجاوب معها ضعيف جدا ويلاقي تجاهلا ملحوظا في اغلب الاحيان من الجهات المختصة! ولذلك فإن هذا المسار الانتخابي الوطني الجميل يلزمه تفعيل اداء المجلس البلدي المركزي ومنحه صلاحيات تنفيذية اكبر واشمل تستحق ثقة المواطن وتمكن المجلس واعضائه من اداء دورهم الوطني الفعال بكل جدية ومسؤولية وانجازات عملية على ارض الواقع، تخرجهم من دائرة الحرج مع ناخبيهم، وتجعل منهم اعضاء قادرين على تلبية مطالب المواطنين.رسالة ضمير اقامة احتفالات او مهرجانات غنائية في هذه الاوقات التي يعاني منها اخواننا واهلنا في بلاد الشام وغيرها جراء عمليات التشريد والقتل والتجويع، امر يجب التوقف عنه فورا، وكيف يفقد احدنا احساسه إلى هذه الدرجة ونحن نسمع ونشاهد مايحل بإخواننا من مآس ومصائب، وكيف يدعي احدهم انه مرهف الاحساس وهو ينشغل عن الاطفال والنساء والمسنين المعذبين وينصرف إلى اللهو والغناء؟! كمن يتراقصون على جراح المنكوبين ويسخرون من حالهم، وما لكم يابني قومي أليس منكم رجل غيور رشيد؟! فلا اقل من إلغاء حفلات الغناء وليالي السفهاء، قبل ان يأتي علينا غضب رب الأرض والسماء.