15 سبتمبر 2025

تسجيل

إن حبتك عيني ما ضامك الدهر

22 يناير 2013

يُقال ان التفاحة الفاسدة تُفسد بقية الصندوق، ويُقال ان المسؤول الفاسد حوله كومة من الفساد، ولكي نكون منصفين قد يكون المسؤول "واد حليوة" ولكن حاشيته من الذين أجرموا... والله عز وجل يقول في كتابه العزيز: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ). فما هو الفساد يا ترى؟! الإجابة: ليس هناك تعريف محدد له، ولكن التعريف الأقرب لذوي الضمائر الفاسدة هو: "إني أعمل لك في الدوام ألف حساب وحساب وانت ماتستاهل وغيرك مالهم أي قيمة.. إني أغيّب حقيقة أعرفها وأتم ساكت.. إني أعطي المناصب لربعي وربعك وأحرم اللي يستحقها بجدارة.. إني أنهب وأنهب وأنهب ووزيري ما درى عني.. إني أجعل المنسوبية والمحسوبية من أولوياتي..". أتعلمون ماهي المحسوبية؟! المحسوبية تعني تفضيل الأقارب أو الأصدقاء الشخصيين بسبب قرابتهم وليس كفاءتهم، ولتقريب المعنى من لديه واسطة ومن كان من ضمن قائمة "ربع العود" سوف تسير أموره وأمور أهله وطوايفه "زي اللوز"، مثلما يقول المصريون "الجنيه غلب الكرنيه"، أو إن صح التعبير "إن حبتك عيني ما ضامك الدهر". المحسوبية والفساد ينحصران في سوء استعمال السلطة أو الوظيفة العامة وتسخيرها لقاء مصالح شخصية "للأسف"، وفي جميع الأحوال ما زلت أؤمن بما قاله أحدهم: "بأن تفقد الثقة بأصحاب القرار الإداري من المفسدين فعذرك مقبول، أما وأن تفقد الثقة بقدرتك على التغيير فأنت ترتكب جريمة". أتعلم عزيزي القارئ أن المحسوبية أصبحت متطورة أكثر، حتى في تقييم أداء العمل الوظيفي؟! فإذا كنت تطمح للامتياز فاجعل "للتملحس" في حياتك سبيلاً تكن من المقربين والمحببين إلى قلب المسؤول.. فالتملحس جزء لا يتجزأ من المحسوبية... واذا رغبت في الحصول على المهمات الرسمية فأكثر من المدح والتطبيل في حق المسؤول والمدير، فعلاً ستفوز أولاً بقلبه وتعقبه تذاكر عدة إلى جميع مدن وقرى العالم، وغيرك "ياعيني" سيبقى شاحذاً لمثل هذه المهمات ولن يجدها! وهذه أمثلة كما يقولون "نقطة في بحر" لما يعانيه غيرنا من ظلم واجحاف من قبل المسؤولين واستخدامهم لإسلوب المحسوبية والمنسوبية... مثال آخر من الواقع حدث من قريب، أتت إلي مجموعة من الموظفات يشتكين من تصرف مديرة لاحدى الإدارات لم يُعرف عنها إلا سلاطة اللسان، اتخذت من المحاباة طريقاً ومنزلاً مرموقاً!!!المحسوبية لديها فوق كل اعتبار.. "اترس" مكتبها بالورد وعلب الشوكليت تجد الامتياز، ومن تسول له نفسه أن يطلب طلباً روتينياً يفوز ب ـ"صرخة" في الوجه وتضعه في رأسها مدى الحياة، والأدهى والأمر من ذلك أنها تأمر إحدى الموظفات بأن تقوم بجلب "ماجلة البيت لها " وتخليص الأمور الخاصة بها، والمصيبة العظمى حضور مجلس الأمهات نيابةً عنها، ويستتبع هذا الأمر الحصول على امتياز بجدارة! تخليص معاملات ومذلة من أجل ماذا؟! من أجل الامتياز "الله لا يحوجنا لحد"، وكيف لموظف محترم يقبل على نفسه أن يذلها من أجل تفاهات مسؤوله المتعجرف؟!! هذا بالإضافة إلى بدل العمل الإضافي الذي يصرف في حساب من يجلس في منزله و"حاط ريل على ريل وغيره يكرف كرف اليهد في شغله"، لا سيما التلاعب في الحضور والانصراف ومحاباة من هو قريب منها مع توفير مايريده من احتياجات يستحقها غيره بمعنى "فل اوبشن".. أي ضمير يقبل مايفعله مثل هؤلاء المديرين؟! ألم يعلم هؤلاء بأن الله يسمع ويرى؟! ألم يدركوا أنهم مسؤولون عن كل مايقومون به من عمل؟! ألم يأن لضميرهم الميت أن يحيا قليلاً أم أنه لا يوجد لديهم ضمير بالأساس؟! فالضمير هو المحكمة الوحيدة التي لا تحتاج إلى قاضِ.. من يقف في وجه هؤلاء الظلمة؟! وسؤال آخر نابع من حرقة قلب: وين "العود"؟! حشرات كثيرة في جهات العمل... أفلم يأن "للفليت" أن يظهر؟! أم نحتاج إلى كيماوي للتخلص من هؤلاء؟! أسئلة كثيرة، وكلي إيمان بأني لن أجد أي اجابة سوى الصمت.. سوى الحيرة.. سوى حرقة القلب.. لا أجيد إلا الاستماع لهؤلاء الموظفين المظلومين ولساني يعجز عن التعبير.. وختاماً اتقوا الله أيها المسؤولون المتعجرفون... فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته.. والظلم ظلمات يوم القيامة.. ولا ننسى بأن الدنيا دوارة!!! ومصير الحق يطلع ويبزغ نوره.. ولا تغترون بمناصبكم.. فهي في النهاية "كرسي حلاق يمه!!".. " كرسي حلاااااااق ".. نقطة فاصلة: عندما أكتب هذا النوع من المقالات فهدفي هو البناء وليس الهدم.. وعندما أكتب نيابةً عن كل مظلوم فهو واجب كل كاتب لأنه صوت المواطن.. وعندما يُفهم كلامي خطأ من قبل أحدهم فهي مشكلته.. وفي جميع الأحوال.. على كل كاتب أن ينثر حروفه على تلك السطور بما يملي عليه ضميره.. والسلام ختام..