16 سبتمبر 2025

تسجيل

نحو تربية إعلامية

22 يناير 2011

إن أفلام الكارتون – أيها الآباء والأمهات العرب - مليئة بالشخصيات الخارقة التي تبهر الشباب وتجعلهم يعتقدون بأن كل ما هو غربي متفوق وقوي وأن الغرب هو صاحب الاختراعات والأفضال على كل شعوب العالم كما تنشر هذه الأفلام قيما اجتماعية غربية متعارضة مع ثقافتنا مثل انفصال المراهقين عن آبائهم واستقلالهم بمعيشتهم وعدم احترام الكبار والتذمر منهم وإقصاء الأجداد عن المنازل وإيداعهم دور المسنين. ويتبنى رجال الأعمال قنوات كاملة للأطفال تعتمد على عرض مثل هذه الأفلام الكرتونية حتى إن أسماء هذه القنوات مكتوبة باللغة الإنجليزية مثل spaces toon. mb3. وتساعد هذه القنوات وغيرها على تحطيم قيم الانتماء الوطني للهوية العربية الإسلامية وتحطيم الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع والتحول إلى السلبية واللامبالاة والفكر الاستهلاكي. فهم يعلنون عن أصناف الطعام والألعاب والكماليات التي تغرس الفكر الاستهلاكي. والكارثة أن الأفلام الكرتونية والمسلسلات لا تستهدف التسلية البريئة، بل تشجع على استخدام القسوة والعنف كوسيلة لحل الصراع. وتعكس هذه المسلسلات عظمة المجتمع الأمريكي والمزايا التي يتمتع بها الشعب هناك، وتظهر شعوب الدول الأخرى في صورة سيئة تتسم بالجهل والتأخر... كما تركز الأفلام المعلبة المستوردة على جوانب العنف والجريمة وتروج لمختلف جوانب الانحلال الخلقي وتبرز ضعف الروابط الأسرية وتشجع انفصال الآباء عن الأبناء. كما تغرس تلك الأفلام المستوردة كثيرا من الأفكار والسلوكيات الغريبة عن المجتمعات العربية والمسلمة مثل الرقص والموسيقى الصاخبة ففي إحدى حلقات مسلسل كرتوني استيقظت البطلة فوجدت نفسها تشعر بالتعاسة فحزن عليها أصدقاؤها وحاولوا أن يجدوا طريقة ليجعلوها سعيدة فمرة يحضرون لها ما تحب من طعام ومرة يصنعون لها كعكة جميلة ولذيذة ومرة يأخذونها إلى نزهة خلوية في الحدائق العامة، وفي كل مرة لم تشعر البطلة بالسعادة، ثم جاءتها السعادة حين عرض عليها صديقها أن تبادله الرقص فلما رقصت معه وقتا طويلا سعدت وطربت وانتشت! ومن ناحية أخرى تؤدي الأفلام والمسلسلات والإعلانات العربية – تأسيا بالمستوردة - إلى تفجير الغرائز وإلهاب الشهوات، فهي تفتح الأبواب أمام الطاقات الجنسية المنضبطة بتأثير الأخلاق العامة وتعاليم الدين، وتؤجج الغرائز والشهوات المكبوتة اجتماعيا لدى بناتنا وأبنائنا لتتفتح قبل أوانها بما تعرضه من مشاهد قبيحة وألفاظ خارجة فلم تعد هناك حدود أو خطوط حُمْر يقف عندها مخرج الفيلم أو المسلسل لا في الملابس ولا في الكلام ولا في الفعل. وأصبحت الكاميرات التلفزيونية تصور أدق التفاصيل دون حياء تحت ذريعة " لا حياء في الفن "!! ومما يدعو إلى الدهشة أن واحدا من أرذل الممثلين وأقبحهم فعلا وأجرئهم على حدود الله يعرض أحد المخرجين على ابنته أن تمثل في أحد الأفلام فيرفض هذا الممثل أن تعمل ابنته في السينما لأنه لا يحب ولا يرضى – كما قال - أن يقوم أحد الممثلين بتقبيلها في الفيلم والعجيب أنك تشعر من أفلامه أنه يقوم بتمثيلها فقط من أجل القبلات!! وفي غالب الأوقات تساعد وسائل الإعلام تلك الأعمال الفنية الهابطة على إفساد الذوق العام عن طريق ما تبثه من إسفاف وتجاوزات لفظية وفعلية وتجعل الناس يتحولون من استخدام اللغة العربية الفصحى أو العامية المعتدلة إلى استخدام ألفاظ توحي بتدني المستوى الثقافي مثل "روش. طحن. طنش. شهيصني..... إلخ" تلك الألفاظ التي يطلق عليها لغة العصر هذا بالإضافة إلى حشر بعض الكلمات من اللغة الإنجليزية أو الفرنسية في سياق كلام الإعلاميين أو الممثلين. كما حظيت مجموعة من المخنثين والمسترجلات بالقدر الأوفر من الظهور على شاشات التلفزيون مما جذب انتباه الشباب من الجنسين وجعلهم يحاولون تقليد من يعتبرونهم علية القوم ونجوم المجتمع. [email protected]