10 سبتمبر 2025

تسجيل

إسرائيل من ضحية لجلاد

21 ديسمبر 2023

يقترب العام من نهايته ولا تبدو أن نهاية العدوان الآثم على قطاع غزة والضفة الغربية قريبة بعد تفكير الإسرائيليين والأمريكيين بأنه يجب الانتقال إلى المرحلة التالية من الحرب غير المتكافئة ولا أعلم أي مرحلة التي تعقب كل هذا الدمار والمجازر والخراب والاعتقالات والتجويع والحصار والإبادة الجماعية المتعمدة بحق الأطفال والنساء والشيوخ والرجال والشعب عموما في هذا القطاع ؟! أي مرحلة أخرى أكثر تركيزا التي تحاول واشنطن أن تخفف من الانتقادات اللاذعة التي تلاحقها بسبب الدعم اللامحدود للكيان الإسرائيلي في حربه الشعواء على شعب أعزل لا يندرج تحت فئة المقاومة التي تبدو حتى هذه اللحظة أكثر تمكنا وصمودا وقوة من أقوى ثالث جيش في العالم الذي يفتخر بترسانته العسكرية ومع هذا يظهر خائفا وصيدا سهلا أمام المقاومة الفلسطينية التي لولا الغارات الجوية الإسرائيلية التي لا يمكن للمقاومين صدها أمام تواضع إمكانياتهم العسكرية لما كان لهذا العدو أن يتقدم في حربه وعدوانه على النحو المؤلم الذي نراه ؟! فأي مرحلة – عفوا – يتكلم عنها الأمريكيون ويطالبون بها الإسرائيليين أن يكونوا بها أكثر تركيزا على الهدف وهو حسب المعلن القضاء على قادة ومقاومي حماس وكل فصائل المقاومة المتواجدة في غزة والضفة ؟! ألم تكن المرحلة الأولى كافية لاختصار كل المراحل وهي التي روجت لها واشنطن وتل أبيب إنها لأجل القضاء على (المخربين) أم إنها كانت ولا تزال لقتل كل فلسطيني طفل ورضيع وامرأة وعجوز ومدني أعزل وسترافق كل المراحل التي تليها لإشباع غريزة الدم والوحشية والقتل لمجرد الاستمتاع بالقتل التي تغذي عروق هؤلاء الفاشيين أو ما يسمونهم بالنازيين الجدد؟! ثم أي مرحلة هذه وهم الذين باتوا يفكرون بصفقة تبادل جديدة وهدنة يقولون عنها إنسانية تتوقف فيها آلة القتل عن حصد المزيد من أرواح الفلسطينيين بينما تستمر سياسة التجويع والحصار ونشر الأوبئة كوجه بشع آخر للقتل غير المباشر والذي حرصت إسرائيل على انتهاجه مع سياسة القتل العمد والقصف الموجه للأطفال والرضع واهل غزة الذين كانوا آمنين في بيوتهم فإذا اليوم غزة خرابا وأهلها شهداء؟! لذا لا أرى أي قيمة تذكر لأي هدنة قادمة المستفيد منها هي إسرائيل بلا شك التي تحصل على أسراها وفي المقابل تعتقل القوات الإسرائيلية بعد تحريرها لأعداد محدودة من المسجونين الفلسطينيين أعدادا مضاعفة من الذين حررتهم أثناء وبعد الهدنة ناهيكم على أنها تعود أكثر شراسة ودموية في حق المدنيين من الفترة التي سبقت هذه الهدن التي يجب أن تتحول لوقف كامل للعدوان الغاشم كما قال أسامة حمدان القيادي الفلسطيني بالإضافة للانسحاب الكامل من القطاع ليجلس الجميع بعدها للتفكير في أسس التبادل والنوعية والمدة الزمنية لها لكن أن تكون مثل التي سبقتها فأنا أراها مكسبا للإسرائيليين مقارنة بما يكسبه الفلسطينيون من هذه الهدن وأدعو الله أن يغلب هذا الأمر عن أي مرحلة دموية أخرى يفكر بها الأمريكيون لإقناع الإسرائيليين بها التي ينقلها مبعوثون أمريكيون في رحلات مكوكية بين واشنطن وتل أبيب في محاولة استفادة للبيت الأبيض الذي نقل عن الرئيس بايدن امتعاضه من قلة شعبيته وهو الذي يخوض غمار انتخابات رئاسية لفترة ثانية بسبب دعمه الأعمى للعدوان الإسرائيلي على غزة وصمته الكامل عن كل المجازر التي لم يسكت عنها شعبه الذي يخوض هو الآخر مظاهرات شعبية حادة ضد السياسة الأمريكية والنهج الذي لن يُمكّن بايدن من الفوز لفترة رئاسية أخرى لا سيما وأن الآراء حوله نزلت للربع بعد أن كانت قد تجاوزت النصف بالمئة في استطلاعات سابقة لحملته الانتخابية وسط منافسين يتمنون خسارته بلا شك وأصوات تتعالى داخل الكونجرس لعزله عن كرسيه حتى قبل أن يتم أيام رئاسته للبلاد والتي اختتمها بأسوأ ما يمكن أن يتقبله الشعب وهو تأييده الضمني والمعلن لكل هذه المجازر التي تحرك الشارع الأمريكي وشوارع أوروبا والعالم كله ولعل هذا المكسب الأكبر الذي نالته غزة بدماء أبنائها في الإطاحة بمفهوم السامية وتحويل إسرائيل من ضحية لجلاد لا يرحم.