12 سبتمبر 2025
تسجيلبعد أن انتهيت من أداء الواجب وتهنئة صديقي بزواج ابنه العزيز، ركبت سيارتي متهيئاً للمغادرة.. فإذا بأحدهم يطرق عليّ زجاج النافذة.. وكان رجلا عربيا سبعينيا كبير السن يطلب محادثتي.. نعم آمرني سألته؟ فطلب توصيله إلى وسط مدينة الدوحة، فأعطيته الموافقة احتراما لسنه وبعد المنطقة فركب السيارة بعد ترحيبي بالمساعدة وفي يده كيس بلاستيك فيه شيء من طعام. وطوال المسافة أعطاني نبذة عن حياته العريضة منذ أن كان ذا رتبة كبيرة في جيش بلاده حتى أصبح بائع موبايلات في محل صغير تم إغلاقة وانتهى حديثه عند باب سكنه - وهنا مربط الفرس- إذ به يطلب مبلغا ما لمساعدة زوجته المريضة في بلاده وكان له ما أراد. وفي اليوم التالي وأنا أقود مركبتي على الخط السريع جاءني اتصال على الجوال وكانت مكالمة مهمة فاضطررت إلى الوقوف على جانب الطريق وكنت بعيدا عن المساكن والناس… فأول ما ركنت فإذا بشاب عربي الجنسية في عز قوته يطرق نافذة سيارتي حقيقة لم استوعب من أين ظهر لي؟! نعم كيف لي أن أساعدك سألته.. رد قائلا أنا غريب ولا أعمل وما زلت أبحث عن عمل وطلب مالاً؟. واليوم التالي مباشرة مساءً وأنا أقود سيارتي أردت أن أرد على رسالة واتس آب.. فوقفت على جانب الطريق ولم أكد اكتب كلمة واحدة إذ بشخص آسيوي أيضا يطرق نافذة مركبتي … يريد مساعدة مالية. سبحان الله.. ثلاثة مواقف تحدث لي في ثلاثة أيام متتالية!. هذا مؤشر ليس جيداً ولا إيجابيا وله خطورته وعواقبه في ظل وجود أشخاص لا عمل منتظم لهم سوى اللف والدوران على الناس طلباً للمساعدة. قضية طرحت كثيرا والالتفات إليها ضعيف جدا للأسف. ليس الموضوع الاتصال برقم معين والإبلاغ. الموضوع بحاجة إلى إستراتيجية واضحة جلية وإجراءات صارمة بعيدة عن الواسطات والاستثناءات والمعارف وما إلى ذلك. ان السكوت عن الموضوع ومضايقات الناس والتدافع للجهات الخيرية ليس أمرا محمودا بل خطر على الدولة والمجتمع. فمن المهم أن تعمل الدولة جاهدة من خلال وزاراتها ومؤسساتها في توظيف الكفاءات التي لا تعمل والتخلص من الزيادات للحالات غير المنطقية.. لتستقيم الأمور ويرتاح الجميع وتحافظ الدولة على سمعتها وسلامتها ورونقها.