13 سبتمبر 2025
تسجيلبِمَ يمكننا أن نذكر هذا العام الذي لم يعد من حساب عمره الافتراضي سوى أقل من عشرة أيام ويأتي خليفته كما أتى من قبله فاتحاً ذراعيه لنا؟! كيف يمكننا أن نستقبل العام الجديد وهو الذي يكمل السنة الثالثة من عمر فيروس كورونا بجميع متحوراته وأشكاله ونحن لا نزال نستقبل كل شهر تقريبا متحورا جديدا منه ولا يمكننا حياله سوى البحث عن اسم معتمد يليق به؟! كيف يمكننا أن نستلم عاما جديدا ولا تزال تلابيب العام المنصرم تمسك بخناق القادم لنا على استحياء ولم يبرِ ذمته كاملة؟! في قطر يبدو لنا عاما نودعه بفرح ونحن الذين لا نزال منتشين بنجاح كأس العرب 2021 الذي صادف اختتامه مع ذكرى اليوم الوطني للدولة فلا نبدو منزعجين من انقضاء آخر أيام هذا العام في الوقت الذي نحث فيه الخطى لاستقبال عام 2022 وهو العام الذي سوف نختتمه بإذن الله في مثل هذه الأيام من العام المقبل كما نختتم سلفه اليوم ذلك أننا سوف نكون حينها نحتفل بانتهاء مونديال كأس العالم الذي سوف تنطلق صافرة البداية والنهاية للمباراة الختامية له في اليوم الوطني لبلادنا ولذا لا يمكن إلا أن نكون متعجلين لبدء العام الجديد لتحقيق حلم راودنا منذ إعلان اسم دولة قطر كمستضيفة لمونديال كأس العالم 2022 في الثاني من ديسمبر عام 2010 وانطلقت حينها الأهازيج والأفراح في أرجاء الدولة ومنطقة الشرق الأوسط عموما والوطن العربي خصوصا لا سيما وأن هذا الانتصار جاء انتصارا للمنطقة ككل كأول دولة خليجية عربية مسلمة وشرق أوسطية تفوز بشرف الاستضافة باستحقاق وجدارة والحمد لله. هذا العام يمضي على بعض العرب حزينا ونحن نتابع ما يحدث لبعض الدول العربية التي لا تزال تكابد الويل وتصارع الوقت لإعادة نفسها إلى ما وراء خط الأمان الذي بات يبعد عنها آلاف الكيلومترات، والغريب أنه كلما مضى عام ورمى بنفسه إلى هوة التاريخ والذكريات ينضم بلد عربي إلى نفس الهوة السحيقة التي لا يعرف كيف يخرج منها ويكون من الجمع الذي يمكن أن يلتحق بركب السنة الجديدة لا يشكو ضيما ولا ضيقا ولذا فنحن العرب أبعد ما يمكن أن نبتهج بالعام الجديد لأننا وعوضا عن إنقاذنا لأي بلد منا ندفع بأنفسنا ليسقط أحدنا في فخ العام الجديد وكأننا نقدم أضحية باهظة الثمن لننجو بأنفسنا وما أقسى وأغلى هذا الثمن الذي ندفعه لأجل أن نستقبل الأعوام الجديدة ونحن دول حرة لا تشكو زعزعة في الأمن ولا إرباكا في الحياة ولا اهتزازا في الأوضاع ولا احتلالا يزحف للأرض والعرض فأي عام مقبل بعد بضعة أيام ونحن نقدم المزيد من الدول العربية وكأنه لم يعد كافيا ما ابتلعته الأعوام السابقة حتى هذا العام الذي تنتحر أيامه وساعاته في عد تنازلي سريع فاللهم اجعل العام القادم عام خير على الأمة العربية والإسلامية فلا تُرنا بأسا في دولنا وشعوبنا وارفع راية العرب والمسلمين أينما كانوا راية حق وحكمة كما كنا وعُرفنا ولا تجعلنا نشهد سقوط أي دولة عربية فتسقط قلوبنا معها فلا نملك حينها إلا طلب الصبر والحوقلة وعبارة مفجعة نتمتمها في حزن، إنا لله وإنا إليه راجعون ولله ما أخذ ولله ما أعطى ولكل دولة ميعاد وكتاب !. [email protected] @ebtesam777