10 سبتمبر 2025
تسجيلتحتفل دولة قطر في الثامن عشر من شهر ديسمبر كل عام بذكرى وضع قواعد التأسيس لقيام دولة قطر على مداميك صلبة راسخة في صعيد قطر ومتجذرة في وجدان المواطن القطري أباً عن جد، ويتناقل الأبناء سير الأجداد وما واجههم من مصاعب ومحن تخطوها بإرادة مجتمعية وقيادة صادقة مخلصة واجهت كل القوى التي أرادت النيل من وحدة أهل قطر وزرع الفرقة بين المواطن وقيادته، التي استطاعت توحيد كلمتهم ونبذ الفرقة بين أفراد مجتمع شبه جزيرة قطر، كان الزعيم الإمام القائد الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني ومن حوله أهل قطر يصارع القوى التي لا تريد لهذه الأرض الطيبة وهذا الشعب الوفي قيادة توحد كلمته وتجمع صفوفه من أجل بناء كيان يقوم على أسس المحبة والألفة والوفاء والولاء للوطن وقيادته، على أثر تلك المواقف تحقق الأمل المنشود في اليوم المشار إليه أعلاه وأعلن استقلال شبه جزيرة قطر عما حولها، وتم الاعتراف من قبل القوى الكبرى في ذلك الزمان (بريطانيا، والدولة العثمانية) بقيادة القائد الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني شيخاً وحاكماً ومرجعاً لأهل قطر، رحم الله الأجداد وأسكنهم جنة الخلد على ما فعلوا من أجل هذه البلاد التي سكن حبها في قلب كل من أقام أو مر على صعيدها من إخواننا العرب على وجه التحديد. (2) إذا كنا نستدعي ماضياً بعيداً لأولئك الذين وضعوا حجر الأساس لقيام دولة ذات كيان مستقل عن سلطان جوارها، فإن علينا واجباً وطنياً ان نستدعي حاضرنا بكل أبعاده، إن العناية الإلهية لم تترك قطر تعيش في بيئة تتنازعها الأهواء والقوى المحيطة بها، ولم تجعلها فريسة لخلافات وصراعات داخلية تضعف جانبها، وتحد من طموحاتها، فمن الله عليها بزعيم أعطاه العقل السلم وسعة في المعرفة بالتاريخ ومرتكزاته وقدرة وإرادة على تحقيق غاياته في بناء دولة مستقلة ذات سيادة، فكان سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لقد وقف كالطود الأشم في مواجهة جميع أنواع الأعاصير السياسية والمؤامرات والأحقاد، تعينه وتشد من أزره أسرة حاكمة متضامنة وشعب أبي، تضمه وحدة وطنية شكلها ولاة الأمر تستعصي على من أراد تفكيكها والنيل منها. (3) إذا كان الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني رحمه الله مؤسساً لكيان قطر المستقل، فإن سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني المؤسس لدولة ذات سيادة مستقلة في قراراتها ومواقفها بما يحقق الأمن والاستقرار والتقدم لشعب قطر الوفي، لقد رسم سموه طريق التقدم والازدهار لدولة عصرية تستند إلى مؤسسات قوامها الدستور، وعندما اكتملت الصورة وبانت معالمها وأيقن حق اليقين أن على الشباب دوراً يجب أن يؤدوه لتكملة المسيرة النهضوية فترجل عن صهوة القيادة وسلمها لشباب يقودهم صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فكان خير خلف لخير سلف راح يكمل المشوار ليحلق بدولة قطر في معراج الدول المؤثرة في العلاقات الدولية. (4) في عهد صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أصبحت قطر واحدة من أهم عواصم العالم في معالجة قضايا من أهم القضايا العالمية، وكانت أفغانستان أحد تلك القضايا ذات التعقيدات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وليست آخرها، وفي ظل تلك الحالة استطاعت قطر أن تجمع أعظم دولة في عالمنا المعاصر الولايات المتحدة الأمريكية مع القوى السياسية الأفغانية "حركة طالبان"، التي أسقطت عام 2001م وأخضعت أفغانستان لاحتلال أمريكي لأكثر من 20 عاما، وبمهارة دبلوماسية قطرية واستجابة جميع الأطراف (أمريكان، وأفغان، وحلف الناتو) تم جلاء قوات حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وتولت حركة طالبان زمام القيادة في أفغانستان، وأصبحت الدوحة العاصمة الأفغانية الموازية لكابول، فكل اجتماعات الدول الغربية مع حكومة طالبان تعقد في الدوحة، وأصبحت قطر مكلفة من الإدارة الأمريكية برعاية مصالحها في أفغانستان. (5) انطلاقا من عهد المؤسس لاستقلال قطر الشيخ جاسم، مروراً بالمؤسس لسيادة قطر الحديثة وتثبيت استقلالها سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وصولاً إلى سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني واضع حجر الأساس لبناء مجتمع ديمقراطي ممثل بانتخاب مجلس الشورى، وفي عهده اكتملت مقومات إدارة الدولة الحديثة (مجلس شورى منتخب له سلطات تشريعية ورقابية إلى قضاء مستقل وسلطة تنفيذية شابه قادرة على العطاء. السؤال المطروح ماذا قدمنا نحن معشر المواطنين لبلادنا؟ صحيح قدمنا الوقوف صفاً واحداً في مواجهة من حاول البغي علينا تحت راية تميم المجد، واجهنا الأزمات متضامنين، هتفنا كلنا تميم، كلنا قطر. السؤال المطروح، هل قدم كل منا وكل في موقعه ما يجب أن يقدم لهذا الوطن، المدرس في مدرسته، والطبيب في عيادته والمهندس في موقعه وصاحب القلم في فضائه، والتاجر في متجره؟، هل أخلصنا في أعمالنا من أجل رفعة الوطن، قد يقول قائل نعم قدمنا وما برحنا نقدم لكن يجب أن ينفرد كل منا بنفسه ويضع له ميزان مراجعة لما قدم وما يجب عليه أن يقدم للارتقاء بمستوى هذه الأرض الطيبة التي أعطتنا ولم تبخل علينا، ونردد جميعنا الحكمة البالغة "قطر تستحق منا الأكثر". آخر القول: تحية لقيادتنا الرشيدة في هذه المناسبة السعيدة، وتحية لشعب قطر وإخواننا العرب المقيمين معنا الذين ساندونا في كل مواقفنا في مواجهة من عادانا ووقفوا معنا في كل أفراحنا حتى في تشجيع فريقنا الوطني لكرة القدم في مباريات كأس العرب. [email protected]