حب الوطن لا ينكره عقل

من المعاني العظيمة التي استخلصناها من اليوم الوطني العظيم الذي انطلقت احتفالاته يوم الخميس المنصرم ، أن مبدأ حب الوطن لا ينكره عقل ولا يرفضه لبيب، إنه انتماء فريد وإحساس راقٍ وتضحية شريفة ووفاء كريم ، إنه حبٌ سام يمكن غرس معانيه في نفوس أبنائنا وأجيالنا المتعاقبة. علمنا أجيالنا من خلال المشاركة في هذا اليوم ما معنى الوطن ، عرفوا ان اليوم الوطني هو تعبير عن صدق الانتماء ، وان الوطن هو المنزل الذي يمثل موطن الإنسان ومحله ، تيقنوا ان القرآن الكريم أثبت مبدأ حب الوطن من خلال معادلة بين الوطن والحياة في قوله تعالى {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً } النساء66 اينعت الجهود الوطنية التي قام بها المنظمون لهذا اليوم المجيد كل من موقعه ، وتعالت الحناجر والتهبت الاكف امعانا في تعظيم هذا اليوم ، فخرجت جحافل الناس من الصباح الباكر بفرحة عارمة تصافح أولياء الأمر فينا وسط مظاهر الاحتفال التي أبهرت القاصي والداني ، فكانت الجهود منصبة في اتجاه واحد وتسير في خط متعاظم لتكريس وتأصيل حب الوطن والانتماء له في نفوسهم ، كانت المناسبة فرصة لتعزيز الشعور بشرف الانتماء للوطن، والعمل من أجل رقيه وتقدمه، وإعداد النفس للعمل من أجل خدمته ودفع الضرر عنه والحفاظ على مكتسباته.تعلم الأبناء في هذا اليوم المجيد تعزيز الثقافة الوطنية بنقل المفاهيم الوطنية لهم، وبث الوعي فيهم بتاريخ وطنهم وإنجازاته، وتثقيفهم بالأهمية الجغرافية والاقتصادية للوطن .. تعلم اجيالنا من هذا اليوم تهذيب سلوكهم وأخلاقهم، وتعودهم على حب العمل المشترك وتعزيز حب الوحدة الوطنية في نفوسهم، وحب المناسبات الوطنية الهادفة والمشاركة فيها والتفاعل معها .. تعلم الأبناء من هذا اليوم مفاهيم حب الوطن الذي يتعدى الشعارات البراقة والأناشيد الحماسية ، ويتعدى حدود الذات ومصالحها ومباهجها إلى روح الانتماء بكل حواسهم ومشاعرهم في سبيل بناء هذا الوطن العزيز.علمنا أجيالنا في هذا اليوم المجيد ضرورة المحافظة على الوطن، وحماية مكتسباته وإنجازاته، وبذل الجهد في تحقيق استقراره وأمنه، وطاعة قيادته وعونها في كل ما فيه الخير، والدعاء لولي الأمر بالخير في كل الأوقات ، ذلك ان حبّ الوطن وطاعة ولاة الأمر من الإيمان ، وعلى كل مواطن أن يحرص على إعمار وطنه والارتقاء به في جميع المجالات من خلال ملازمة الخير، والاستقامة على الرشد، والتمسك بالقيم النبيلة والمبادئ الأصيلة، والتزود بالعلم والمعرفة لأنه هو أساس التطور، وتوظيف الخبرات والإمكانات وتسخيرها في خدمة الوطن.إن من مقتضيات حب الوطن أن نبذل الغالي والنفيس فيه، وأن نبتعد عن المصالح الشخصية والتعصب والفرقة، مع طاعة ولاة الأمر لأن العدل يقام بهم .. حفظ الله بلادنا وحفظ قيادتنا الرشيدة .. آمين وسلامتكم