19 سبتمبر 2025
تسجيلطوال نصف قرن مضى، كنا نحن الخليجيين اوفياء ومخلصين لصداقتنا وشراكتنا وتحالفنا مع أصدقائنا الامريكيين. طوال نصف قرن مضى، كنا نرى بأصدقائنا الامريكيين كل قيم النبل والوفاء والإخلاص، وفضلناهم على العالمين حتى على أبناء جلدتنا من العرب. طوال نصف قرن مضي، وقفنا ضد كل من يريد ان يقول كلمة سوء ضد اصدقائنا الأمريكيين. طوال نصف قرن مضى، كممنا افواه كل من يريد انتقاد أصدقائنا الامريكيين، ومنعنا تلفزيوناتنا الرسمية والخاصة من بث اية تقارير ضد أمريكا..وحدها قطر والجزيرة كسرا هذا الحاجز وانتقدا امريكا على العلن. طوال نصف قرن مضى، لم يدر بخلدنا مطلقا ان أصدقاءنا الامريكيين سيبيعوننا وسيضربون عرض الحائط بكل سنوات اخلاصنا لهم، ويفضلون الايرانيين علينا، ويقدمون لهم العراق ولبنان وشمال اليمن هدية لطهران مكافأة لها لقيامها بدور الخنجر في خاصرة العرب. ولكن وبعد ان انكشفت الأمور، وأدركنا بأن الامريكيين لا صديق لهم الا مصالحهم، فلا بد لنا من تغيير سياستنا تجاه أصدقائنا الامريكيين. بمعنى انه وخلافا لتقديم مصالح الامريكيين على مصالحنا، فان مصالحنا كخليجيين يجب ان تأتي بالدرجة الاولى والاخيرة. واذا ما حاول اصدقاؤنا الامريكيون الغدر بنا أو تقديم مصالحهم علينا، فيجب ان نفرض مصالحنا بالقوة، ومواجهة أمريكا بكل ما اوتينا من قوة. قطر والسعودية بدآ منذ مدة بادراك ذلك الامر. فالسياسة القطرية التي كانوا يسمونها بالمغردة خارج السرب، هي افضل سياسة لنا كخليجيين. وعلينا ان نغرد خارج السرب الامريكي والاوروبي والروسي. فالتغريد خارج السرب يعني بأن جل اهتمامك منصب على تحقيق مصالحك بعيدا عن قيم الصداقة السياسية التي لم تفدنا. وهذا ما يجب على السياسة الخليجية من الآن البدء بها والتغريد خارج السرب الغربي والروسي. أما السعودية، فقد وجهت صفعة كبيرة لمجلس الأمن حينما رفضت عضويتها في مجلس لا اخلاقي وغير شرعي. واليوم بإعلانها وعلى لسان السفير السعودي بلندن، ان سياستها ستتغير من اجل تحقيق مصالحها بعيدا عن معايير النفاق والغدر السياسي، وهو ما يمثل صفعة جديدة أيضا للأمريكيين. وأكاد أجزم بأن بقية دول الخليج ستؤيد أي سياسة خليجية جديدة تحقق مصالحهم مجتمعين. ويجب علينا كوحدويين خليجيين تهيئة اقلامنا وتنظيراتنا لهذه السياسة الجديدة الا وهي..الخليج اولا وأخيرا.