28 أكتوبر 2025
تسجيلاذكر جيداً جارتنا التي حصلت على الثانوية العامة وهي تتجاوز الخمسين من عمرها، كانت تتمنى أن تلتحق بالدراسة الجامعية لولا إصابتها بوعكة صحيه، أم ناصر كانت حريصة على العلم واكتساب المعرفة والمحاولة في تخطي أي عقبات تصادفها من أجل الحصول على مبتغاها في التعلم، كانت تدرك بأن رغبتها في العلم حق أساسي لها وإن أهدافها في الحياة تُحتم عليها السعي لإدراك هذه الرسالة، فهي تقول للجميع إن العلم لا سقف له، ولاعمر له. عندما نقول إن العلم لا سقف له، فإننا نعني بأنه ليس هناك حدود نهائية لنطاق المعرفة العلمية، فمجال العلم لا ينتهي بل يتطور ويتوسع باستمرار، هذا يعني أنه لا يوجد حد نهائي لما يمكننا تحقيقه أو فهمه من خلال التعلم والتدريب. لذا، يمكننا القول إن العلم لا يحده سقف ثابت، وإنما يُعبر عن رغبة الإنسان المستمرة في فهم العالم وتوسيع حدود المعرفة، وعلى مر العصور يشهد العالم توسعاً مستمراً في حقل المعرفة العلمية وتطوراً في مختلف المجالات، مثل الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا والطب والعلوم الاجتماعية والهندسة والتكنولوجيا وغيرها. كل اكتشاف جديد يفتح الباب أمام مزيد من الأسئلة والاستكشافات، وفهمنا للكون والطبيعة والإنسان يسعى الى التطوير باستمرار. وفي الواقع، كلما تقدم العلم، زادت الأسئلة والتحديات التي تحتاج إلى إجابات، لهذا يُمكننا القول إن العلم ليس له حدود ولا سقف، بل هو رحلة مستمرة نحو فهم أعمق للكون والطبيعة والإنسان. كثيرة هي الأمثلة حولنا لأشخاص شغوفين بالتعلم وكسب المعرفة فنراهم تارة يبحرون في العلم وتطوير مهاراتهم العلمية وتحديث قدراتهم في البحث العلمي، وتارة أخرى نراهم يبذلون جهدهم في الحصول على مفاتيح لتطوير قدراتهم المهارية من خلال الإنخراط في الورش والبرامج التدريبية التي تنمي قدراتهم وتوسع مداركهم. وهنا لابد من ذكر حقيقة بأنه ليس المهم هو العلم والسعي في التحصيل، وإنما يراد من وراء ذلك ما هو أهم وأسمى، وهو العمل بالعلم، وتحويله إلى سلوك واقعي، يُهيمن على تفكير المتعلِّم وتصرفاته، وإذا كانت الأموال تقتنَى لإنفاقها، فإن العلم يراد للعمل به ونشره وهذا ما يسمى في وقتنا الحالي بتدوير ونقل المعرفة. صوت: إذا ما زلت شغوفاً بالعلم والتعلم لا تقف عند من يرى بان للعلم حدا وسقفا وعمرا، بل أكمل الطريق وتحرى كل درب يُهديك معرفة جديدة ويُزيدك علماً نافعاً ويطور من قدراتك دائماً، وصاحب من يُصاحبك رحلة العلم دون توقف، ودمتم بألف خير.