10 سبتمبر 2025

تسجيل

فلسطين قضيتنا المركزية

21 نوفمبر 2023

بعيداً عن كل المواقف العربية المتأرجحة بين التواطؤ الضمني والاستنكار العلني لكل ما يحدث من إبادة جماعية وحشية مستمرة من 46 يوماً في قطاع غزة المحاصر بحق أطفالها وشبابها ونسائها وشيوخها، دعوني اليوم أتحدث بصراحة عن موقف قطر من كل هذا، وهي التي تواجه اليوم عداء شرسا ولئيما من شخصيات ومسؤولين إسرائيليين يجاهرون بالعداء تجاهها عقب عملية طوفان الأقصى التي وقفت الدوحة موقفا نبيلا ولم تستنكرها بتاتاً بل رأت أنها نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة بحق المسجد الأقصى والمصلين الفلسطينيين، وإن كل ما تقوم به قوات الاحتلال من استفزازات وتعنت كبيرين بشأن تنفيذ القرار الدولي بحل الدولتين وإعلان دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو ما يؤدي في كل مرة لهذا التصعيد الذي تواجهه تل أبيب بالحديد والنار ويكون الضحية في كل مرة شعب غزة من المدنيين العُزّل فتصب جام غضبها الأعمى والفاشي عليهم ولكن هذه المرة كان مضاعفا، لأن الضربة كانت موجعة بشكل أكبر على إسرائيل ولا تزال آلامها تطعن خاصرة نتنياهو الذي يبدو مهزوما قبل أن يعلن هزيمته فعليا بإذن الله. نعلم بأن قطر واقعة تحت ضغوط دولية كبرى باعتبارها الوسيط المؤتمن في قضية فك الرهائن الذين بحوزة حماس أو ما يسمون بغنائم طوفان الأقصى والتوصل لاتفاق يضمن تبادل الأسرى بين الطرفين وإن القضية التي يستسهلها كثيرون تقف قطر أمامها موقف البلد المتمكن خصوصا وإن موقفها من القضية الفلسطينية ظل ثابتا وصريحا لا يتزحزح خصوصا مع موجة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي التي أتت وغزت كثيرا من الدول العربية لكن الدوحة وقفت وقالت كلمتها التي يرددها أحرار العالم بأنه لا يمكن مد يد مسالمة لكيان محتل لا يزال يمارس آلة القتل والإبادة للفلسطينيين حتى أتت حرب الإبادة الحالية على أطفال وشعب غزة لتخرج المواقف الحقيقية بين خذلان صريح لما يتعرض له شعب غزة وبين الذين لا يزالون يرون أن ما تتعرض له غزة هو إبادة دموية كما عبرت الدوحة مؤخرا لا سيما في اقتحام المستشفيات وتحديدا مستشفى الشفاء الذي بات ثكنة عسكرية، حيث وصفت الدوحة ما فعلته القوات الإسرائيلية الغاشمة فيه من تجاوزات لا إنسانية بحق الكوادر الطبية وآلاف من المرضى والجرحى والأطفال الخُدّج الذين استشهد منهم العشرات بأنها مسرحية هزلية وهزيلة لا يمكن للعالم الحر أن يصدقها تماشيا مع الادعاءات الإسرائيلية بتواجد أنفاق القيادة الرئيسية لحركة المقاومة حماس ومخططات وما لآخر هذه الأكاذيب التي تختلقها إسرائيل وتريد للعالم أن يصدقها وهو نفس العالم اليوم الذي يتصدى لإسرائيل بكل قوة خصوصا بعد المشاهد الدموية لأطفال غزة بين محترق ومضرج بالدماء وأشلاء مفتتة وجثامين مقطعة وكلها جعلت عالم اليوم يرى إسرائيل أنها عبارة عن عصابات هولوكوست يمارسون ما كانوا يروجونه لتعرض أجدادهم في زمن القائد الألماني هتلر الذي حرقهم وحذر منهم وكان معاديا لساميتهم المزعومة التي لا أصل لها ولا جذور. والدوحة ترى فعلا أن كل ما يجري هو إبادة بكل معنى هذه الكلمة المخيفة وإن الفلسطينيين سيظلون ضحايا وتحت احتلال لا يرحم مهما تلونت تل أبيب في علاقاتها وتفاخرت بتطبيعها مع هذه الدولة العربية أو تلك وإنها لن تعترف إلا بدولة حرة مستقلة فلسطينية يتمتع شعبها بالحرية والتنقل والعملة الوطنية والحدود المستقلة وبالأمن والأمان على أرضها، أما أن تحتل الأرض ولا تريد أن تكون هناك مقاومة وتغتصب وتستوطن وتمارس عقائدك اليهودية وتطرد أهل القدس وفلسطين من مسجدهم المبارك ثم تريد لهم أن يرضوا فهذا لا يمكن أن يُحل بالتفاوض أو ما تسمى بعملية السلام المنتحرة منذ عشرين عاما أو ما يزيد ولذا يظهر موقف قطر الثابت من كل هذه الغربلة التي تزيدنا إصرارا على أن القضية الفلسطينية قضية مركزية في قطر نبح الإسرائيليون بشأنها أو صمتوا!.