13 سبتمبر 2025
تسجيلاحتفل العالم يوم أمس 20 نوفمبر باليوم العالمي للطفل، الذي يُقام في مثل هذا اليوم من كل عام، والذي أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة من خلالها اعتماد اتفاقية حقوق الطفل في عام 1989، ومنذ عام 1990 والعالم يحتفل بهذه المناسبة، والذي يتضمن عدة ثوابت يدعو لتحقيقها، من أهمها أن يكون لكل طفل في كل مكان الحق في العيش في عالم يسوده السلام، وله الحق في العيش على كوكب آمن وصالح للعيش، وأخيراً؛ لكل طفل صوت فيجب الاستماع للأطفال وإشراكهم وأخذهم جدياً بعين الاعتبار في جميع القرارات التي تؤثر عليهم!. كل هذا الكلام الذي ورد على لسان منظمة اليونيسف بالطبع لا محل له من الإعراب في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومجملاً الدول التي تعاني من الحروب والفقر، وما يؤكد ذلك أنه خلال الـ 45 يوماً الماضية من الحرب البربرية على غزة لم نرَ أي حماية أممية لأطفال غزة من حرب الإبادة الصهيونية التي أودت بحياة 5000 طفل، ولا حتى إشارة لها في موقعها على الشبكة العنكبوتية، وهو دليل قاطع بتواطؤ هذه المنظمات مع الكيان المحتل على اعتبار أنهم يعلمون بأنهم في حال قاموا فعلياً بالتحرك عملياً وليس شفوياً بالاستنكار أو المناشدات سيُواجهون بعنجهية وتسلط الدول العظمى بالتلويح بالفيتو ضد أي مشروع قرار يُدين الكيان المحتل!. فكيف لنا أن نرتجي من منظمة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها إنصافاً ووقوفاً مع الحق الفلسطيني في أدنى مستويات الحياة العادية له ومن يتحكمون بها وقراراتها وحق نقضها هم من يدعمون الكيان الصهيوني المحتل المجرم بالسلاح والمال والعتاد بمشاركة العديد من الدول الغربية وصمت عربي مطبق، ولكن تكالبهم مع الصهاينة على غزة لم يمنع شعوبهم من تجييش المظاهرات والوقفات التضامنية مع الشعب الفلسطيني طيلة الأسابيع الماضية رفضاً واستنكاراً لدعم حكوماتهم لحرب الإبادة ضد غزة!. وللمفارقة، فقد قُدّر لهذه الحرب الظالمة على غزة أن تتزامن مع أكثر الأيام المعنية بحقوق فئات المجتمع الدولي أو ما يعتبر ذا صلة به، ففي شهر أكتوبر الماضي فقط ومع بدء الحرب كان هناك أكثر من يوم عالمي معني بحقوق الطفل والمرأة والفقر ونزع السلاح والأغذية، وفي نوفمبر الجاري حَفِلَ معظم أيامه بمناسبات عدة تم نسفها والإخلال بها في أرض غزة المكلومة، أولها اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، ثم اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية، والأسبوع الدولي للعلم والسلام، واليوم الدولي للتسامح، واليوم العالمي لمنع ممارسات الاستغلال والانتهاك والعنف الجنسي ضد الأطفال والتشافي منها، وأخيراً اليوم العالمي للطفل الذي احتفل به العالم يوم أمس، وكان الأجدى بأن يتم تغييره ليكون «اليوم العالمي لإبادة الطفل الفلسطيني»!.