10 سبتمبر 2025

تسجيل

العدو الصهيوني المحتل

21 نوفمبر 2023

قابلت شاباً قبل أيام وسألني، لماذا يتقاتل الصهاينة مع الفلسطينيين ؟، قد يشكل السؤال صدمة لأي عربي في أرض عربية، لكنه لم يشكلها لي، لأنه بعد كل هذه السنوات من التغريب المستمر والفصل المتعمد للجسد العربي عن فلسطين فإننا اليوم نصل لمرحلة صعبة نجد فيه أبناءنا لا يعرفون شيئاً عن القضية ولا تاريخها ولا الحق الفلسطيني في الأرض. نعم لدينا من شرق بلادنا العربية إلى غربها من يدافعون ويعملون دفاعاً عن قضيتنا الأولى، لكننا يجب ألا ننكر أن لدينا جيلا كاملا تغرب عن قضيته، وأن لدينا جيلا يكبر الآن لا يتغرب فقط، بل يزرع فيه كره فلسطين وأهلها. لم يأت هذا التغريب من فراغ بل بدأ من الزيارة المشؤومة لأنور السادات وتوقيع معاهدة كامب ديفيد، مروراً بكل الانبطاحات التطبيعية العربية، والتي أقرت التالي: - منع تدريس المواد التي تعرف الطلبة بالقضية الفلسطينية وتاريخ الاحتلال والاضطهاد وهو ما غيب جيلا كاملا عن تاريخ مهم مرتبط بوجوده، ففلسطين ليست قضية دولة، ولا شعب، بل هي قضية أمة، فالكيان الصهيوني لو كان بيده لأباد كل دولنا العربية واحدة تلو الأخرى. - منع الأنشطة المدرسية المؤيدة للقضية الفلسطينية، ومظاهر الدعم، غياب الحس الثوري المدرسي المؤيد لتحرير فلسطين، غياب الأنشطة الصباحية في الطابور المدرسي التي ترفع الحماس والوعي لدى الطلاب، بينما في المقابل يدرس الصهاينة كل العنف والكراهية لطلبتهم ضد العرب والمسلمين. - تغيير المصطلحات في تعاطينا السياسي حتى أصبحنا نماشي العدو المحتل في سيطرته على الأراضي، فمن فلسطين وعاصمتها القدس، إلى فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، ومن الأراضي العربية المحتلة للأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن فلسطين إلى الضفة الغربية وغزة، وكأننا نكتفي بوصف فلسطين بما يتركه العدو المحتل من أراض ويجبرنا أن نسميها بما يريد فقط. - تغيير المصطلحات في إعلامنا، فمن العدو الصهيوني المحتل إلى العدو الإسرائيلي، ومن العدو الإسرائيلي إلى قوات الاحتلال (دون الإشارة للإسرائيلي)، وصولا لجيش الدفاع الإسرائيلي، ناهيك عن أن بعض الدول العربية لا تستحي من قول «أصدقاؤنا الإسرائيليون» قبحهم الله وقبح أصدقاءهم. - قفل باب التبرعات والحملات الشعبية المدعومة حكومياً لفلسطين، فبتنا ننصر كل قضية ليست عربية في العالم إلا فلسطين، وصار الدخول للجمعية الخيرية للتبرع تهمة، والتبرع لفلسطين تهمة. - حالة الصراع الذي صنعته الدول العربية يوم أن فرقت حماس وفتح والجهاد وغيرها، وباتت تتعمد تشويه النضال الفلسطيني، إما بإلقاء التهم على أهل الجهاد مركزين على نماذج للمارقين مثل محمد دحلان كنموذج عام للنضال وهو ليس منه ولم يكن يوما منه، أو بتقسيم الشعب الفلسطيني في الوعي الجمعي العربي لحمساوي وفتحاوي وغيره، ناهيك عن الزج بفلسطين وأهلها في الصراعات الداخلية لبعض الدول العربية في خلافها مع جماعة الإخوان المسلمين أو إيران. - حالة التطبيع التي سادت الدول العربية، والتي قادها بعض الحكام المنبطحين للصهاينة، وهم يعلمون أن هذا الانبطاح مرفوض شعبياً، فركزوا على تشويه كل فلسطيني، وقرروا أن قبول شعبهم للتطبيع مع الصهاينة ينجح بخلق حالة كره أو عداء عن شعبهم لكل فلسطين وأهلها. - قبولنا بكل منتجات الغرب التغريبية، مدارس وجامعات، سياسات، اتفاقيات، أنظمة وقوانين، برامج تواصل اجتماعي وفعاليات، دون أن تكلف الحكومات العربية نفسها بإنتاج أي شيء «مضاد أو مساوي أو مماهي» لما يستقبله أبناؤنا من الغرب. نحن سنبقى مهزومين، حتى نعيد مصطلح: العدو الصهيوني المحتل إلى كتب مدارسنا ونشرات إعلامنا وخطب ساستنا.