الطبيعة القانونية لعقود الرعاية الرياضية

تعتبر التظاهرات الرياضية والبطولات المحلية والدولية المتعلقة بالأنشطة الرياضية من أكثر الوجهات استقطابا للشركات الكبرى التي ترغب في التسويق لمشاريعها والإعلان عنها للعموم، وذلك بحكم الشعبية الهائلة لبعض النشاطات الرياضية الاحترافية مثل كرة القدم، كرة السلة، سباقات السيارات، بل وحتى بسبب نجومية بعض اللاعبين المشاهير التي تجعل الشركات تدفع أموالا هائلة مقابل التسويق لمشاريعها من قبلهم. وتبقى التظاهرات الموسمية التي تقام بصدد رياضة كرة القدم أكثرها شهرة وجلبا للراغبين في التسويق لمنتوجاتهم وسلعهم، لأنه معروف مدى الإقبال الكبير على هذه الرياضة وشعبيتها التي تتفوق على أي نشاط رياضي أو ترفيهي آخر، ولعل ذلك ما يفسر ارتباط تظاهرات كرة القدم دائما بعلامات وأسماء تجارية تعلن عن نفسها من خلالها، وتقوم بالتمويل لها وتحمل مصاريف تنظيمها. وذلك ما يسمى بالرعاية الرياضية أو "السبونسورينغ". والرعاية الرياضية هي عقد يبرم بين طرفين أحدهما شخص طبيعي أو شركة تجارية أو أية جهة أخرى والثاني هو الجهة الممثلة لنشاط رياضي معين على أساس تكفل الطرف الأول جزئيا أو كليا بنشاطاتها الرياضية من خلال مقابل مادي معين نظير امتيازات تحصل عليها بفضل التسويق الذي ساهم فيه الطرف الثاني، والذي أدر بدوره ربحا ماديا محققا للطرف الأول. ويعتبر هذا العقد من عقود المعاوضة الملزمة لجانبين هما الراعي والمستفيد من الرعاية، ومفاد ذلك أن كلاهما يترتب على توقيعهما العقد تحمُّل مجموعة من الالتزامات المتبادلة، فالراعي يضمن التكفل المادي بنشاط رياضي معين، إما من خلال تقديم دعم مالي بواسطة مبلغ معين، أو من خلال تقديم منتوج معين كالتجهيزات الرياضية، أو توريد سلع كالمواد الغذائية، الملابس والأدوية، أو عن طريق تقديم خدمات معينة مثل خدمات الضيافة والمواصلات والعلاج. أما المستفيد من الرعاية يلتزم بإعطاء الحق للشركة الراعية في استخدام علاماته وشاراته وكذلك إمكانية استغلال صورته واسمه، أو أحد أعضائه، كما يلتزم أيضا باستخدام اسمها والترويج لمنتوجاتها عن طريق وضع علامتها وشعارها في جميع العروض والمنشورات وأي شيء آخر صادر عنها، كما يلتزم بعدم المنافسة لها، وذلك بألا يتعاقد مع شركة رعاية أخرى منافسة تعمل في نفس مجاله. وعموما فإن عقد الرعاية الرياضية يحتكم إلى البنود الواردة ضمنه والتي يجب أن يعمل على تنفيذها كل طرف بحسن نية، كما أن نجاحها وتحقيقها أهدافها متوقف على عادات وأعراف المجال الرياضي الذي تدور حوله، كما أن عامل التجربة وقوة الشركة الراعية في السوق التجارية يلعب دوره أيضا في التنفيذ السلس لبنوده.