11 سبتمبر 2025
تسجيلكم كان مفرحا بالنسبة لي وأنا أشهد يقظة العيون الساهرة في قطر وتنبه عيون الأمن وهي تستجيب بكل سرعة ومسؤولية لنداءات أبناء هذا الوطن، بعد انتشار مقطع مصور لأحدهم وهو يوجه إهانات صريحة وضربات موجعة لأحد الذين يعملون في إحدى شركات توصيل الطعام وحاجيات المنزل لدينا في الدوحة، وكم كان خبر القبض على هذا الشخص الذي ظن في جهل لربما أو لغرور تملكه أنه يمكن أن يمتهن كرامة شخص أو يستبيح دمه وضعفه لأنه أقوى منه جسدا أو لانتمائه لجنسية يرى أنه يتفوق عليه بها، وكأن هذا البلد لا يخضع لقانون الحقوق والواجبات سويا سواء لكافة المواطنين ومثلهم لكافة المقيمين الذين ينعمون هم أيضا بسلطة القانون والعدالة التي تتحقق للجميع، وعلى الجميع بغض النظر إن كان الفرد مواطنا أو كان مقيما وعلى اختلاف الدين والجنسية والمستوى الاجتماعي والعمل وما إلى مثل هذه المعايير الذي يظن مثل هذا المعتدي أنه يمكن أن تكون معايير يتفوق بها على غيره ونسي هذا الجاهل أنه في بلد لا تغلب أي لغة فيه على لغة القانون وأنه في عرف العالم هو كعبة المضيوم، لا يمكن أن يُظلم فيه أي شخص ما دامه يعيش على أرضه ويحتكم بقوانينه، ولا يخل بمعايير العيش فيه بما عليه من واجبات وما له من حقوق، ولذا فإن خبر القبض على هذا المتكبر الذي غلبته عنجهيته وأصابه غرور بقوته أن يستقوي على هذا الضعيف الذي لا نعلم ما كان بينهما، ولكن ما وصلنا من مقطع لا يمكن أن يعبر عن أخلاق أهل قطر سواء كانوا مواطنين أو مقيمين فإن هذا الخبر أسعدنا وساهمنا بكل ما نستطيع لنشره؛ لإثبات ان كل من تسول له نفسه في تغيير خارطة قطر الظاهرية في إحقاق معايير العدالة على الجميع سوف يقع تحت طائلة القانون بغض النظر عن جنسيته التي لربما تخفى وراءها بكبر لم يكن في محله، ولم يكن يوما من صفات المسلم فينا، وأن ما قامت به قوات الأمن لدينا تعيد الصورة الحقيقية لبلادنا في أن المظلوم لن يبقى مظلوما والمعتدى عليه لن يبقى معتدى عليه، ومن سُلب منه حقه لن يظل مسلوب الحق ما دام القانون الفعلي في قطر يخضع لمعيار العدالة الذي يعيد لكل صاحب حق حقه وعليه تظل مثل هذه المشاهد المنفرة والخارجة عن العرف القطري المعهود فردية ولا تعبر عن الوضع في قطر وحال الذين يعيشون عليه فنحن لا يعيش بيننا المتجبر الذي يظن نفسه فوق القانون وفوق المساءلة أو خارج دائرة الترقب والقبض عليه حين يخطئ أو تتجاوز حريته الممنوحة له خطوط طول وعرض حريات الآخرين، كما أن المشاهد يمكن فعلا أن تسيء لسمعة البلد الذي تروج لنفسه على أنه بلد الحريات لكل من يعيش على أرضها، خصوصا وأن قطر مقبلة على فعاليات ومناسبات عالمية سوف يكون العالم بأسره على كافة شعوبه التي تختلف عنا في الديانة والمذاهب والتوجهات والجنسيات مسلطا أضواءه وأخباره وأنظاره نحو قطر المعروفة بتسامحها الديني والأخلاقي والمجتمعي، وبروز مثل هذه المشاهد التي تظل فردية لا يمكن تعميمها لا يخدم تلك الصورة المبهرة التي نسعى كدولة قيادة وحكومة وشعبا أن تظل مرسومة في أذهان هذا العالم بجهاته الأربع، ولا يمكن أن نسمح لأي كائن من كان أن يشوه هذه الصورة التي سعينا لتهذيبها وتجميلها وتأسيسها، فشكرا لكل عين ساهرة تطبق مبدأ العدالة وقانون المساواة في الحقوق والواجبات وأن دولة قطر كعبة المضيوم للبعيد قبل أن تطبق عدالتها للقريب والحمدلله. [email protected] @ebtesam777