12 سبتمبر 2025
تسجيلنتجول في أنحاء بلادنا الحبيبة، فتخطف أبصارنا المنشآت المونديالية بإبداع تصاميمها وانحناءاتها الهندسية وضخامتها، شامخة تؤكد استعدادها لاستضافة ما يقارب من مليون ونصف المليون زائر لحضور كأس العالم 2022، وكأني أبصرها بمخيلتي وقد امتلأت بالجماهير المشجعة من جميع أقطار العالم، فتصفر صافرة الزمن بعد سنتين من الآن معلنةً بأننا قد قطعنا شوطاً جباراً لإتمام هذا التحدي في جدول زمني دقيق وبتميز قطري يشار له بالبنان. يزخر التاريخ الرياضي القطري باستضافات مشرفة ورزنامات مليئة ببطولات محلية واقليمية وعالمية.. استضافة تلو استضافة تبين الجاهزية الفنية التي ترقى لحجم الطموحات القطرية لترك بصمة تخصصت بها قطر في المحافل الدولية. يعرف القارئ ومتصفح برامج التواصل الاجتماعي الآراء المختلفة حول استضافة قطر لكأس العالم 2022. حيث تتفاوت الآراء وتتباين ما بين محب ومبغض لقطر إلا ان أجملها الذي لفت انتباهي، وأحببت نقله لكم تصريح الرئيس التونسي قيس سعيد أثناء زيارته لقطر قبل عدة أيام: "إن الفوز بتنظيم مونديال كرة القدم في بلد عربي لم يكن أمرًا سهلًا على الإطلاق". عبارات لامست فينا فرحاً وفخراً بما قد تم انجازه، حقيقة قد تكبدت قطر جهداً واضحاً لنيل هذه الاستضافة في منافسات غير ودية واجهت الأطماع والمكائد والدسائس والإشاعات لاحباط هذه الاستضافة. وتابع الرئيس التونسي قيس سعيد مضيفاً "محاولة عدد من الدول العربية الفوز باستضافة المونديال قبل ذلك ولكنها لم تتمكن ولذلك فهو شرف لنا جميعا أن تستضيف قطر هذا المونديال". كما رأينا الهجمات الواضحة ومحاولات لإحباط الاستضافة القطرية، نرى هناك أيضاً دعم الكثير وفرحتهم وثقتهم بالجاهزية الفنية المونديالية، وقطر تعد بأن تقدم أفضل نسخة مونديالية في التاريخ الرياضي، ويتجلى ذلك بوضوح في مظاهر التميز الإنشائي في الملاعب المونديالية، فهي عبارة عن لوحات فنية تزين مدن البلاد.. "استاد البيت" كخيمة نُصبت وزادت مدينة الخور جمالاً و"استاد الثمامة" قحفية نقشت بإبداع في وسط الدوحة وملاعب أخرى ازدانت بها قطر. في التاريخ الحديث للمونديال فإن استضافة قطر 2022 هي المرة الأولى التي يستطيع فيها الجمهور أن يحضر أكثر من مباراة في يوم واحد من خلال شبكة متكاملة من وسائل النقل أسميها مزحاً البساط السحري، تربط استادات البطولة الثمانية ببعضها. يستقبل الجمهور مطار واحد ومقر إقامة واحدة دون الحاجة إلى رحلات طيران داخلي وتغيير السكن. استادات أولمبية بتجهيزات عالية من أطر الأمن والسلامة والاستدامة والمحافظة على البيئة والتكنولوجيا. من يدري لعلنا نرى توظيف حكام الروبوت كمساعدين آليين في مونديال 2022. لم يتبقَ لدينا إلا سنتان فقط لانطلاق صفارة الحكم لبدء منافسات كأس العالم 2022 على أرض دولتنا قطر، ولكني أعلم يقيناً أن قطر تعشق الصعب وتعشق التحديات، وسنظل نترقب المزيد من المفاجآت الرياضية على رزنامة الجدول الرياضي على أرض قطر.