13 سبتمبر 2025

تسجيل

من كرواتيا إلى إيطاليا كلمة السر واحدة: قطر الشريك الأهم

21 نوفمبر 2018

العلاقات مع أوروبا تدخل مرحلة أكثر تطوراً ودعماً لمصالح الشعوب كرواتيا وإيطاليا تدعمان مسار قطر التنموي وخطط القيادة الرشيدة لبناء الدولة الأحداث المتسارعة حولنا أكدت للعالم أن قطر تقف على الجانب الصحيح من التاريخ قناعة دولية بسلامة الرؤية القطرية إزاء تبني الحوار نهجاً وحيداً لحل الأزمات جاءت الجولة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى كل من كرواتيا وإيطاليا ضمن خطط الدولة لتعزيز علاقات قطر الخارجية ومواصلة بناء الشراكات الاستراتيجية، وتأكيد مواقف الدولة تجاه القضايا الاقليمية والدولية والتي كانت محل الاهتمام المشترك بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والقادة الذين التقاهم سموه خلال الزيارة. لم تغب الهموم العربية عن المحادثات القطرية - الأوروبية خلال جلسات تبادل الرأي بين صاحب السمو والقادة، وحضرت القضية الفلسطينية والأزمة الليبية والأزمة الخليجية في التصريحات المشتركة، حيث أبدى الجانبان اهتماما بضرورة إنهاء المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون والليبيون وإنهاء الأزمة الخليجية وما يرافقها من حصار جائر تتعرض له دولة قطر، ورفض سياسة الإملاء والتدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها. ◄ قطر تختار شركاءها وما بدا جليا للمراقبين في إدارة قطر للأزمة الخليجية هو اختيار الدولة شركاءها الاستراتيجيين حول العالم بعناية، فقطر قررت التميز والإعراض عمن غدر لتبني شراكاتها الاستراتيجية بعيدا عن المجاملات أو على حساب مبادئ أساسية آمنت بها وتؤمن بها دول العالم الحر، فلا مصالح تبنى على حساب الشعوب أو انتهاك حقوق الإنسان أو على معادلات تفوح منها رائحة الفساد، أو الدعاية الفارغة التي تطوى آثارها سريعا لكن ما يبقى أثره هو ما يكون لصالح الشعوب لا على حسابها. ◄ رؤى مشتركة النتائج التي حققتها جولة صاحب السمو في كل من كرواتيا وايطاليا أكثر من أن تحصى فلم تقتصر على الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي جرى التوقيع عليها، ولكن بلورة وجهات النظر ازاء القضايا الاقليمية كان ثمرة لمصداقية قطر التي تتحلى بها وتتمتع بها على المستوى الدولي وهو ما جعل دول العالم الحر تسارع لتعزيز شراكاتها مع قطر وبناء المزيد من العلاقات في كافة المجالات انطلاقا من قناعة دولية تشكلت لدى دول العالم الحر برسوخ مفهوم أركان الدولة في قطر وسط محيط مضطرب يلاحظه المجتمع الدولي في الوضع الاقليمي المضطرب بفعل سياسات دول الحصار المتخبطة، فضلا عما تؤكده الأحداث المتسارعة بأن قطر تقف على الجانب الصحيح من التاريخ، وهو ما تجلى في الرؤية المشتركة بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى والرئيس الايطالي سيرجيو متاريلا إزاء الأحداث الاقليمية، حيث أكد رئيس إيطاليا على ألا حل للأزمة الخليجية إلا بالحوار وعبر حل دبلوماسي قائم على التفاهم المتبادل وبعيدا عن الاملاءات، وبناء علاقات على أسس من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وهو نفس المنطق الذي تطالب به دولة قطر وتؤمن به إيطاليا لحل الأزمة الليبية، وفي هذا الصدد كانت الزيارة فرصة لشكر الجمهورية الايطالية على مواقفها تجاه ما يعانيه الأشقاء في ليبيا وضرورة احترام إرادة الشعب الليبي وعلى تنظيمه مؤتمر باليرمو الأخير لحل الأزمة الليبية ودعم حكومة الوفاق الوطني. ◄ قطر شريك مهم ومن كرواتيا إلى إيطاليا كانت كلمة السر واحدة وهي تأكيد الدولتين على أهمية الشراكة مع قطر وأن دولة قطر شريك مهم وهو ما أكدت عليه رئيسة كرواتيا كوليندا غرابار كيتاروفيتش، حيث أشادت بالاتفاقيات التي جرى التوقيع عليها لتعزيز العلاقات بين قطر وكرواتيا، مؤكدة أهمية زيارة صاحب السمو ووصفتها بأنها تشكل أساسا لتطوير العلاقات الثنائية الممتازة، ونوهت بحرص كرواتيا على وجود جالية كرواتية في قطر وصفتها الرئيسة بأنها تمثل جسرا للعلاقات بين البلدين، معربة عن تفاؤلها بالتعاون المستقبلي لاسيما في مجالات الطاقة والصناعات والدفاع والتكنولوجيا والسياحة. كما أعربت الرئيسة كيتاروفيتش عن تطلعها لمونديال قطر 2022 وثقتها في التنظيم الرائع الذي ستقوم به دولة قطر. وتدل هذه الجولة من المباحثات على العمق الذي حققته العلاقات القطرية الأوروبية في تعزيز مجالات التعاون والاستثمار وتعميق الثقة التي هي الأساس لنجاح الشراكات الاستراتيجية بين الدول لتحقيق مصلحة الشعوب. ويصح القول هنا إن ما حققته قطر من نجاح في علاقاتها الخارجية خلال عام يضاهي ويماثل جهودا من العمل في بقاع أخرى من هذا العالم المترامي الأطراف. ◄ إعجاب بمسار قطر التنموي وكان تنظيم قطر لمونديال 2022 حاضرا أيضا خلال محادثات صاحب السمو في إيطاليا، حيث رحب سموه باستعداد إيطاليا للمشاركة في التحضيرات للمونديال انطلاقا من قناعة عبر عنها الرئيس الايطالي سيرجيو متاريلا بإشادته بمسار قطر التنموي في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، ومن هنا جاء تأكيد الرئيس متاريلا على أن إيطاليا تواكب وتشارك قطر في التقدم في مختلف المجالات وتنخرط معها في حوار متعدد الأوجه لاسيما في الثقافة والتعليم والبحوث العلمية والتكنولوجيا والصحة والفنون والرياضة، متطلعا في هذا الخصوص لأن تكون بطولة كأس العالم في قطر عام 2022 فرصة جيدة للتعاون بين البلدين في هذا القطاع المهم، فضلا عن إشادته بما لدولة قطر من عزيمة للاندماج الفعال في المجتمع الدولي، على أن تنويه الرئيس الايطالي بالإصلاحات التي اتخذتها دولة قطر فيما يتعلق بحقوق العمال الوافدين يضيف إلى الرصيد الذي تتمتع به الدولة في المنظمات والمنتديات الدولية التي تأكدت قناعتها بسلامة الرؤية القطرية. [email protected]