20 أكتوبر 2025
تسجيلتغرينا البضاعة الفاخرة بجمال شكلها، وطريقة عرضها، وإتقان صنعها، والأهم من ذلك الصورة الاجتماعية لها، ولكن سعرها الباهظ جداً قد يحول بيننا وبين شرائها، ولو أنك غامرت بشرائها فإنك قد تحرم نفسك من أشياء أخرى أهم، أو أنها ستقبع على قائمة ديونك لفترة طويلة. بعض النسوة قد لا يجدن غضاضة في شراء حقيبة باهظة الثمن، ولكن إن أصابها مرض، فإنها تفضل العلاج المجاني ذا الطوابير الطويلة، وتشكو من غلاء تكاليف العيادات الطبية الخاصة. ولو تعمقنا في التفكير، وتساءلنا عن السبب الذي يدفع الناس لدفع هذه المبالغ الكبيرة ويتسابقون لاقتناء البضائع الفاخرة، بالرغم من أن غالبيتهم يعيشون أزمات مالية تجعل دخلهم الشهري لا يكاد يكفيهم لنهاية الشهر؟ خَلُصت دراسة نشرتها مجلة مختصة بعلم النفس بأن الكثير من الناس يقومون بشراء مقتنيات باهظة الثمن -أكثر حتى ممن هم أغنى وأكثر قدرة منهم-، والسبب وراء ذلك ليس فقط لايهام الآخرين بثرائهم وارتفاع مستواهم الاجتماعي، ولكن هناك سببا آخر أعمق، وهو إرضاء غرورهم وجبر الكسور العميقة في ثقتهم بأنفسهم، خصوصاً بعد أن يتعرض الشخص لأزمات، سواء كانت أزمات طارئة (كفقد شخص)، أو أزمات مزمنة (كشعوره بالانتماء لمستوى اجتماعي منخفض). ولعل ذلك يكون السبب وراء طريقة الإعلانات لهذه البضائع، فتجد إعلاناً لساعة فاخرة لا يظهر مزاياها، بل يظهر الحالة النفسية والاجتماعية لمن يقتني هذه الساعة، كإظهاره بمظهر الشخصية القوية ومعه أحد الحيوانات المفترسة، أو كأن يكون سعيداً ومحبوباً وناجحاً، أو يسير في الطريق بكل فخر واعتزاز ولا يكترث للآخرين الذين يتمنون أن يكونوا مثله. لا تذهب للتسوق عندما تشعر بالاحباط، بل واجه احباطاتك وحاول تجاوزها، ولا تدفنها أو تجبرها بحلول قد تورطك في مشاكل مالية أنت في غنى عنها.