27 أكتوبر 2025

تسجيل

فتح الخير إلى (مومباسا) ذاكرة الأجداد

21 نوفمبر 2016

هل تعرفون (مومباسا) التي انطلق محمل (فتح الخير) إليها أمس الأول من شاطئ (كتارا)؟ إنها المدينة التاريخية السمراء على ساحل كينيا، وتربطنا بها علاقات وثيقة مازالت مختزنة في ذاكرة الآباء والأجداد؛ حين كانوا يرحلون إليها للتجارة وجلب الأيادي السمراء لاستخدامهم في مهنة الغوص، ومنهم من جاؤوا مع عائلاتهم وأصبحوا مع مر الزمن جزءا من نسيج المجتمع الخليجي وتراثه وتاريخه. اتيحت لي فرصة زيارة مومباسا ضمن وفد ثقافي، وجلست مقابل شاطئها ذي العمق التاريخي الذي يحمل تلك الذكريات الجميلة التي سمعتها من والدي — رحمه الله — حين كان يكلمنا عن مغامراتهم فيها، وكيف كانوا يسافرون مع والدهم في مركبهم الشراعي (الجلبوت) ويحدثني عن صولاتهم وجولاتهم وسط طرقاتها الضيقة بقصد التجارة، حيث يجلبون منها التوابل والذهب والعاج ويبيعونها في أسواقنا، وبالمقابل يجلبون بضائع مثل التمر لمومباسا من البصرة وحضرموت والمكلا والتي كانت أهم وجهاتهم أيام رحلة الغوص.نحيي المسؤولين في (كتارا) على اختيارهم مومباسا؛ كي نربط أجيالنا الحاضرة بتاريخ آبائهم من خلال هذه المدن التي تحكي شواهدها ما اختزله الدهر، فمومباسا زارها وكتب عنها الرحالة القدماء مثل ابن بطوطة عام 1331، والمكتشف البرتغالي فاسكو دي غاما عام 1498، وبعد عامين من زيارته احتلها البرتغاليون وحاربوا الثقافة العربية في المنطقة.رحلة (فتح الخير) تستحضر رحلات الغوص على اللؤلؤ والتجارة، ورحلة مومباسا الحالية رمز للتفاعل الثقافي بين الشعوب السواحلية والعربية والأفريقية والأوروبية، وكما قال مدير كتارا، إن وصول محامل العرب إليها سطّر تاريخا طويلا، مازالت آثاره باقية إلى يومنا هذا. يا محمل الخير عدي.. عدي.. وعين الله ترعاكم في حلكم وترحالكم وسلامتكم