لك الله يا باريس الشرق

لا تخرج من ازمة الا ويدخلونها في ازمات اعتى مما قبلها، يلقون بلبنان العزيز في هذه المنزلقات ليكون هذا البلد المتميز هو المستهدف، ويدفع ثمنها ابناؤه الذين عايشناهم بحلوهم ومرهم، بصمودهم ووطنيتهم، بمبادئهم واخلاقياتهم، عرفنا هذا الشعب الوديع بوداعة لبنان الجميل، شعب متفتح كانفتاح بلدهم نحو الحضارة الراقية، لا ينساهم شعبنا في الخليج حين كانت بيروت هي وجهة السياحة العربية، لنا معهم تاريخ مشرق طوال سنوات الرخاء وفي الازمات التي مرت بها من تفجيرات الثمانينيات وما بعدها، وها هي بيروت اليوم تحت الانقاض تنفض الغبار وتلعن المتسببين في عرقلة مسيرتها. ها هي تفجيرات بيروت في اليومين الماضيين تعيد الى الاذهان ملامح المرحلة السوداء في مسيرة هذا البلد، وانا على يقين بارتباط تلك التفجبرات ارتباطا وثيقا لخطبة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الاخيرة حول اضفاء الشرعية بتدخل حزبه في الحرب الدائرة بسوريا.. والتي كان واضحا قلقه لاول في خطبه ومتلعثما على غير عادته، ومن تحليل المتابعين للخطبة بينوا انه كان يبتسم بطريقة فاترة و/صفراء/، وكانت لغة جسده غير متزنة ولا إرادية. لا نريد ان نقفز على الحقائق مهما كانت المبررات، ومتأكدين منها منذ اللحظة التي ورط "حزب الله" نفسه وورط اللبنانيين معه في المستنقع السوري، مستنقع الدم، وها هي الان بسبب افعاله وحزبه تفتحت ابواب بيروت على لهيب الازمة السورية، واشتعلت النار في خاصرة لبنان وهو من يتحمل مسئولية دخول الآخرين الى لبنان وتصاعد الارهاب والجرائم المستنكرة فيها، واللبنانيون هم من يدفع الثمن.  لا احد يريد للبنان ساحة قتال، العقلاء من اهل لبنان نادوا بابعاد بلادهم من الصراع في سوريا، ودعوا حزب الله الى تحييد لبنان عن هذا الصراع وترك الساحة السورية حتى لا يحصل ما حصل مثل مآسي الامس، كفاكم حماقة يا من تحسبون على هذا البلد الشقيق، كفاكم اغراقا للبنان واللبنانيين بهذه الدماء وبتعقيدات الآخرين، كفاكم مكابرة ونفاقا من حلفائكم الذين لا يضمرون الخير للامة. تفجيرات اليومين الاخيرين زادت الأزمة السورية تعقيدا، واللبنانيون /ماكلينها/ من كل صوب ويكفي مواجهة الأعداد الهائلة للنازحين السوريين، وتدخل حزب الله العسكري في سوريا. زاد التعقيدات سوءا، فهل يسمع حزب الله نداءات الضمير الانساني في لبنان وغيرها بالانسحاب من سوريا حل الازمة اللبنانية يكمن بإعادة تحييد لبنان عن صراعات المنطقة وانسحاب "حزب الله" من سوريا فورا وسلامتكم