19 سبتمبر 2025
تسجيللقد خرجت البلابلُ من أوكارِها تعزفُ ألحانَ السُّرورِ، ورقصتْ على نغماتِها كلُّ ألوانِ الطيورِ، حتى أسودُ الفلاةِ في عرائنِها زأرتْ بأعلَى صوتِها أقيموا أعراسَ الحُبُور؛ احتفاءً بصنيعِ عروسِ الشَّرقِ في مونديالِها لعامِ 2022. أنا مِصْريُّ، هُوَ سعودي، كويتي، إماراتي، أردني، هندي، كندي، فرنسي...... إلخ كل الأصواتِ هتفتْ بأعلَى ما في صدورِها: لقدْ استطاعتْ قطرُ بهذا الحدثِ أنْ تحفرَ اسمَها على صخورِ المجدِ بحروفٍ من نورٍ بين عباقرةِ العصورِ. قطرُ الحبيبةُ، لقدْ رافقتكِ عنايةُ السَّماءِ، وحفظتكِ من كلِّ داءٍ، وما كانَ حُلمًا تحوَّل بقوةِ العزمِ، وساعدِ الهممِ الزَّكيةِ من سرابٍ إلى حقيقة، وما كان مستورًا وراء الستارِ أصبح جليًا كضوءِ النهارِ، وارتدت الآمالُ القطريةُ ثيابَ الفخرِ، والعزِّ والنَّصرِ، وعانقتْ نجوم السماء.قطرُ الحبيبة، لقد رفعتِ في هذا المونديالِ راية َتألقِ الأمةِ الإسلامية ِفي عنانِ السماءِ، فهذا الحدثُ اهتزَّ له عرشُ العالمِ؛ لأنكِ أعدتِ للعروبةِ مجدَها الذي سُلِبَ منها عبرَ سنواتٍ ماضية، ووضعتِ وسامَ الفخرِ على صدرِ كلِّ عربيٍّ ومسلمٍ. وأثبتِ للعالمِ بأسرهِّ أنَّ العربَ المسلمينَ قادرون على بناءِ قصورِهم بين نجومِ السَّماءِ، وسيظلون نجمًا ساطعًا لا يمنعُه أحدٌ الضياءَ، ومنارةً يَهتدِي بها مَنْ أرادَ الاهتداءَ. فتحيةٌ لكِ من أعماقِ قلبي يا روضة َالعزِ، ولؤلؤةَ الشَّرقِ، وجعلك اللهُ صرحًا شامخًا لا يفلُّهُ بأسُ الحاقدين أو كيدُ المُرَضَاءِ.