19 سبتمبر 2025
تسجيل.. ويظلُّ الأبُ المُحِبَّ الصادقَ لابنتهِ على مرِّ الزَّمانِ مهما قُدِّمتْ إليها أيادي الحبّ من بني الإنسانِ؛ وذلك لأنَّ حبَّه يُروى بماءِ الصدقِ، وينبعُ من نهر الوجدانِ الذي لا ينضبُ مهما عاركتهُ نوائبُ الأيامِ... ذلك الحُبُّ الذي لا تُعكِّرُ صفوَه أيةُ شائبةٍ من شوائبِ الدَّهرِ... حُبٌّ لا ينتظرُ ردَّ الجميلِ، ولا يحتاجُ لتقديم الدليلِ... حبٌّ يخترقُ القلبَ كسهامٍ يصوبُها رامٍ فذٍّ لا يعرفُ المستحيلَ... حُبٌّ يرافقهُ العطاءُ، ويُصاحبهُ الوفاءُ...حُبٌّ يصفحُ الزَّلَّاتِ ولو كانتْ ملءَ المحيطاتِ... حبٌّ يقرعُ أبوابَ السعادةِ والهناءِ... حبٌّ تنبعثُ منه أهازيجُ الجذلِ في ساعاتِ الضيقِ وعتمةِ المساء... حبٌّ يُغلَّفُ بابتسامٍ وفحواهُ فيضٌ مِنَ الحنانِ... حبٌّ تتناسَى معه أوجاع الدنيا، ويُتَجرَّعُ منْه لذةُ الجنانِ... حبٌّ يُتوِّجه الأمانُ، ويكلله حفظ الرحمن...وهكذا علاقة الأب بابنته علاقة حب واحتواء وحنان. ولم لا ؟!!! وشريان دمها ينبض فيه دمه، واسمها مقرون باسمه، ونجاحها نجاح لشخصه، وألمها غصة في حلقه... وهجرها رحيل لأنسه.فكم من أب لا يحلو له الحديث إلا مع ابنته! وهي تبادله الكلمات كأنما تسمعه أعذب النغمات، وبالأخص عندما تستعطفه بأعذب النبرات.. أبي أبي لبِّي لي مطلبي، فسرعان ما ينهض لتلبية حاجاتها وهو في أسعد اللحظات، وكم من أبٍ لا يروق له اللعب إلا مع ابنته الصغيرة ويداعبها بشتى أنغام المداعبة دون كللٍ أو مللٍ ! وكم من أبٍ غفر لابنته لحظات طيشها واستهتارها، وما استطاع أن يلفظ حبَّها من قلبه وإن أراد أن يُوهمها بذلك، فضحته عيناه.أفبعدَ ذلك الحبّ، هلْ أحدٌ يُنكرُ أنَّ حُبَّ الأبِ لابنتهِ أسمى حبٍّ في الأكوانِ؟!