18 سبتمبر 2025

تسجيل

لُبنــان آن الأوان !..تأخر الوقت لكنه أتى !

21 أكتوبر 2019

ربما يكون لبنان هو البلد الذي كان يحتاج لثورة أو انتفاضة، سمها ما شئت، وفي رأيه أنه كان يتعين على الربيع العربي أن يختار بيروت لتكون محطته الأولى قبل أن يقفز إلى النصف العربي الإفريقي ويختار تونس ؛ التي تبدو لي البلد الوحيد الذي بدأ فيه الربيع العربي جولاته ونجح كما انتهى فيه أيضا، مقارنة بما أعقبها من ثورات في سوريا ومصر وليبيا واليمن سرعان ما هوت وعلا صوت التخريب والفوضى والحرب الأهلية فيها على صوت الشعب يريد إسقاط النظام، وها نجن نرى ما يحدث في هذه الدول من تبعات ( فوضى ) كان المقصد منها في بادئ الأمر ثورة حقيقية مكتملة الأركان وكان الأمل أن تنتهي لما انتهت إليه ثورة الياسمين التونسية، ولذا ظهرت ثورات جديدة على أمل أن تحقق ما حققته تونس فخرجت ثورة الجزائر وثورة السودان واستطاعت كلتا الثورتين أن تسقطا نظاميهما أحدهما إلى تلقي علاج مدى الحياة والآخر إلى اعتقال ومحاكمات علنية تكشف أن ما خفي في سنوات حكمه كانت أعظم مما كان شعبه يظن لكنهما لم يستطيعا حتى الآن من اكتمال نجاح ثورتيهما بالصورة التي يريدها شعبا الجزائر والسودان في ترؤس حكومة مدنية خالية من أذناب العسكر ورموز الحكم البائد رئاسة بلديهما، اللذان كانا في منتهى التحضر في شن ثورتين لم يشوبهما تدمير أو سرقة أو حرق وإن كان السودان قد عانى من سقوط قتلى وجرحى واعتقالات. لكن ما يحدث اليوم في لبنان هو أمر قد تأخر لكنه وصل إلى اللبنانيين الذين يجتمعون جميعا على مفهوم أنهم يعيشون في دولة منهوبة مسروقة يقتسمها الكبار الذين يمثلون معظم الطوائف والمذاهب في السلطة ويرمون بالفتات للشعب الذي ما عاد يتذكر إن كانت له عملة وطنية بتداولها وتمثل هويته اللبنانية بعد أن سيطر الشراء والبيع بالدولار الأمريكي وباتت الليرة عملة صف ثان لا يمكن أن تنافس على حب قلوب اللبنانيين والسياح معاً !. اليوم يهتف اللبنانيون بأعلى صوت الصغير فيهم والذي بدأ يستشعر فساد حكوماته المتتالية أوالكبير الذي أكل وشرب من هذا الفساد دهرا كاملا بصوت واحد أن لبنان قد أنهكه اللصوص وأتعبته السرقات وهوت به الثروات الموزعة على ممثلي كل من له يد أو ذيل في السلطة على بلاده ! ولذا ترى ( الختيار) يتجه لنقاط الأمن وقوات الجيش والشرطة ليخبروهم بأن من يقفوا دفاعا عنهم هم الذين يسرقون عرقكم وجهدكم وإنكم إنما تحرسون أوكار عصابات الأربعين حرامي الذي يتجه الشعب في دور علي بابا لمحاربتهم وإسقاطهم وكلنا رأينا أن ما يقوله هؤلاء (الختايرة) يؤثر ويلمس شغاف قلوب الضباط الذين يستندون على حواجز حديدية مانعة لأن يتقدم هذا الشعب من مصالح ومكاتب وقصور ومنازل وحدائق من هم يمثلون اليوم الهدف الوحيد لهذه الثورة التي لم نر لها مثيلا كما نراها اليوم في لبنان من أشكال وفصول وكوبليهات وتصريحات ولقاءات لا تخلو من الطرافة ولا نعلم بعدها هل تحقق (ثورة لبنان) مرادها أم نكتفي بمشاهدة ذاك الغضب يسري بين الصفوف ويتسلل منها فينتهي إلى ما انتهى به كل غضب شعبي لم يحصل على ما يريده لكن كانت له بصمة في التاريخ تقول كانت هناك ثورة في هذا البلد واُخمدت ؟!. عموما ذهبنا بعيدا أو اقتربنا فلبنان بلد يجتمع العالم على حبه وعشق أرضه وجوه، لكن المفسدين شوهوا هذا الجمال، ويحاول الشعب اليوم أن يعيد بناء واجهته بينما سيعيد ترميم حديقته الخلفية بما يثبت له ولنا إن كان الوصول للباب الأمامي للبنان صعبا فهناك أمل أن تكون الأبواب الخلفية جميلة للولوج منها ومعالجة ألم اللبنانيين الذي نشاركهم فيه لأننا في الأخير لا نرجو لهذا البلد سوى شيئين وهما عزل الفساد والمفسدين وبناء لبنان بأيدي اللبنانيين من كل طائفة ومذهب ودين. ◄ فاصلة أخيرة: اللهم احمِ لبنان.. فأرض الأَرز لا تشبهها أرض أخرى. [email protected]