10 سبتمبر 2025
تسجيلسواء اكتملت أركان الجريمة أم لم تكتمل، سواء عُرف أو اعترف القاتل الحقيقي أو لم يُعرف ولم يعترف، سواء عُثر على الجثة أم حللت واختفت إلى الأبد، فالعالم بعد جمال خاشقجي حتماً سيتغير وسيتغير كثيراً، ليس فقط في بلاده هو وليس على مستوى الإقليم بل على مستوى العالم أجمع. قضية جمال خاشقجي ليست شخصية، وإن ابتدأت كذلك، وليست حالة خليجية وإن أُريد لها أن تكون كذلك. قضية جمال ليست جنائية عادية على يد قاتل أو (قتلة مارقين). قضية جمال التي شغلت العالم بأسره، واستحوذت على كل وسائل الإعلام من أقصى الكرة الأرضية إلى أقصاها قضية إنسانية بالدرجة الأولى هزت وجدان الإنسانية جمعاء، شغلت الرأي العام بكل فئاته العمرية والثقافية والدينية، لم تبقِ محطة تلفزيونية ولا إذاعية ولا جريدة ولا أي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي إلا وانشغلت كثيراً بهذه القضية. سيصعب على أي حاسب آلي أن يخبرنا كم مرة ذُكر اسم جمال خاشقجي أو كُتب أو نُطق في شهر أكتوبر من عام ٢٠١٨!! وبالعودة لعنوان المقال، فإن غياب جمال خاشقجي عن هذه الدنيا هو حضور لواقع جديد في حرية التعبير، والحد من قمع الحريات، وسنرى اختلافاً لدى الكثير من الحكومات في التعامل مع الديمقراطية ومساحة الحرية. سيؤرخ المؤرخون، وسيتم طرح مصطلح مرحلة ما بعد جمال خاشقجي أو قبل وبعد خاشقجي. في غيابك يا جمال عودة للكثيرين إلى بيوتهم، وكان أولهم القس الأمريكي! وفي سفك دمك حقن لدماء الكثيرين، ومع انتهاء التحقيق في قضيتك ستفتح قضايا للتحقيق، ستتغير الصحافة وتتغير الأقلام، ستتغير معايير الثقافة وسيتغير الإعلام!! ستتغير أشياء كثيرة على أرض الواقع، وفي ثقافة وطرح وتعاطي الإنسان العربي أولاً مع كثير من الأشياء. ألم أقل لكم إن العالم بعد جمال خاشقجي سيكون مختلفاً. ◄ آخر الكلام ياروح جمال خاشقجي اعبري البسفور وانشري في الدنيا نور