18 سبتمبر 2025

تسجيل

الخطــوط الجويّــة القطــرية ووزارة الخارجــية (1-2)

21 أكتوبر 2015

شعرت بالفخر بالتنافسية الفريدة التي حققتها القطرية كواحدة من أسرع شركات الطيران نمواً، وأنها تسيّر واحداً من أصغر أساطيل الطائرات سناً إلى أكثر من 150 وجهة في ست قارات، وكشفها النقاب مؤخرا عن تدشين وجهتين جديدتين مباشرتين ومهمتين في اقصى جنوب الارض، الى استراليا ممثلة في أديلايد في 2 مايو 2016 وسيدني في 1 مارس 2016، والذي يعد واحدا من اهم الخطوط الدولية الذي طال انتظاره.اجتهدت سلفا ان اقنع زميلاتي الدبلوماسيات وحرم الدبلوماسيين باتخاذ وجهة دولة قطر — استراليا من وإلى بلدانهم عن طريق طيران القطرية، خصوصا وأن وجهة سيدني هي المفضلة لديهن.وانا اعمل تسويقا لطيران بلدي وهذا طبيعي؛ أثارت صديقاتي الخليجيات شجوني التنافسية، عندما قلن "نحن نفضل الذهاب على طيران الاتحاد، لانها تعطي جميع الدبلوماسيين وأسرهم خصما دبلوماسيا بواقع 50 % من قيمة التذكرة الأصلية..!".قلت متحمسة لما سأفصح عنه لأنه صحيح "بل وحتى القطرية، فأسعارها ممتازة لغير القطريين - وشددت على غير القطريين - لأنها تعد وجهة ترانزيت ممتازة للغير فضلا عن جودة الخدمات.. وهذا بالطبع لا غبار عليه، وشهادة غير مجروحة حتى لو كانت الناقل الرسمي الوحيد لبلدي وأنا منه، ولا ينكره من جربها، رغم اعتراضنا بالطبع على تقديم الخمور فيها".وقلت "جربوا فلن تخسروا.. هذه فرصة ايضا لزيارة الدوحة التي تتطور كل يوم".ثم قلت مستفسرة "هل تقصدون أن الاتحاد تعطي هذا الامتياز لأهل البلد ذاتها..؟قلن "لا.. بل للجميع!!" والتفَتَتْ الي إحداهن قائلة "وحتى أنت تستطيعين الحصول على هذا الخصم"..قُلت بصوت متعجب "حتى أنا!!" قلن "نعم.. إذ لا اشتراطات لحصول أي دبلوماسي من دول العالم على الخصم، سوى كونه يحمل جوازا دبلوماسيا فقط يبرزه عند القيام بالحجز".عندها شعرت بماء بارد يسكب على وجهي وكأنني خسرت معركتي..سرحت عنهم أفكر، ليس في تقديم الخصم لكل الأمم، بل فينا نحن القطريين على وجه الخصوص وبصفة عامة، إذ كيف تعد القطرية ناقلنا الرسمي الوحيد ونحن أقل الناس حظا فيها، هذا ونحن أقلية في بلدنا وفيها ايضا؟!كيف نفزَعْ لها ولا تفْزَعْ لنا دون أن نجد فيها امتيازات أو أولوية، إن لم تكن بحقوق المواطنة كما كتبنا سلفا؛ فعلى الأقل بحقوق المهنة، كالنظم المعمول بها في الحقوق الدبلوماسية لدى الشركات الإقليمية المنافسة الرائدة على مستوى العالم، مما يخالف القانون المتعارف عليه دوليا، الذي ينص على انه في حالة احتكار اسم الدولة أو امتلاكها للناقل الرسمي، فإنه يتعين على الشركة الحصرية للنقل الجوي تقديم الخصم الدبلوماسي.ولكن السياسة المتبعة حاليا لدى طيران القطرية، لا تقدم امتيازات للدبلوماسي القطري، بل ولا تقدم له أي حقوق أولوية، حتى إلى وجهته الدبلوماسية الى موقع عمله، بل إنها لا تمنح الخصم الدبلوماسي إلا بشروط تعجيزية قاهرة تقتضى أمرين:اولا: السفر من وإلى مقر جهة العمل الدبلوماسي أعني "الدولة المعين فيها الشخص" فقط لا غير، وبموجب خطاب مسبق يصدر من إدارة البروتوكول في وزارة الخارجية موجها لإدارة القطرية في كل "سفرة"، وليس بموجب صورة من الجواز الدبلوماسي فحسب.ثانيا: أن يكون السفر خارج أوقات المواسم.. وهذه قصة أخرى من قصص ألف ليلة وليلة!ويا لها من مواسم شريرة..! بل يا لها من سياسة فائقة الذكاء، لأنها تربط الاستحقاقات المفترضة بحكم المهنة، بمعضلات جمّة.باختصار، القطرية تبيعك السمك في الماء، إذ تلتقي مواسم طيران القطرية الممنوعة حتما، مع مواسم إجازات المدارس في شمال الأرض وجنوبها سواء اخترت رحلة الشتاء او رحلة الصيف!! او اختلط صيفك بشتائهم، او شتاؤهم بصيفك، في معمعة ليست كونية بل سياسية محنكة ومدروسة، تستنزف حقوق المواطن القطري، الذي لم يجد له سياسة تنصفه حتى عند التوجه من مقر عمله وإليه، خصوصا وأن الدبلوماسيين الذين يعملون في الخارج ترتبط اجازاتهم وسفرهم بإجازات أبنائهم المدرسية، التي حتما تقع في كلا الموسمين المختومين في القطرية بالشمع الأحمر! سواء كنت في صيف الشمال او صيف الجنوب!! أو في كريسماس الشمال او كريسماس الجنوب!!بل والأدهى من ذلك أن الدبلوماسيين إذا سافروا في غير الموسم، وجاء تاريخ عودتهم في الموسم، يحرم الخصم الدبلوماسي كليّة، وعليه ان يدفع قيمة التذكرة كاملة! إذ لا أنصاف حلول! في انتهاك صارخ لحق الذهاب أو الإياب الذي لم يقع في الموسم حسب زعم القطرية.إذن عمّ يتحدث الحقّ المهني أو الدبلوماسي؟ وعمّ تفصح حوزة الجواز الدبلوماسي من وإلى مقر عمل الشخص من قيمة تذكر؟!ورغم ذلك الألم.. أقرّ للجميع بأنه وجع خاص بنا، أي علينا نحن القطريين لا على غيرنا، ومن باب النزاهة ايضا والإخلاص لوطني وللناقل الرسمي لوطني، بما فيه من امتيازات للآخر، أعلم ان القطرية تقدم امتيازاتها للغير، فاجتهدت أن اوضح ذلك لزميلاتي.. فهتفت صديقتي "طيّب... وأنتم؟ معقولة؟.. هذي عذاري"..هنا عجز لساني!ولست أعلم هل أتحدث عن عذراء واحدة أم عذاري أخريات، فليست القطرية فقط هي الوحيدة الملامة في شأن حقوق المهنة، فالقطرية يوجه لها اللوم طبعا في كافة ما يتعلق بنا نحن القطريين من انتقاص للحقوق بشكل عام. ولكن الأمر في شأن الدبلوماسيين، إضافة للقطرية، موجه أيضا لوزارة الخارجية القطرية، التي لم تجتهد إلى اليوم في أن تدافع عن حق حملة الجواز الدبلوماسي، الذي قد تعتبره الخارجية منحة، دون النظر إلى أنه مهنة منوط بها واجبات ومسؤوليات، فضلا عن الحقوق الخاصة به والمتعارف عليها في مختلف دول العالم بموجب القانون.ذلك الجواز الذي لم يجنِ الدبلوماسي لدى ناقله الرسمي منه شيئا من الامتيازات، سوى الممر الدبلوماسي الخاص في الدخول أو الخروج، او فتح الصالة الخاصة في قطر، والتي تأتي كذرٍّ للرماد في العيون، في حين ان عددا من شركات الطيران الإقليمي المنافس، تقدم الخصم الدبلوماسي للدبلوماسيين من كل دول العالم في كل أوقات العام، ولأي بلد، دون النظر إلى وقت السفر، فقط بمجرد حمل الشخص الجواز الدبلوماسي.ان سياسة العضْل هذه غير واقعية بل غير عادلة، ولم تجتهد فيها لا الخطوط القطرية ولا حتى وزارة الخارجية، رغم كون الأمر حقا مهنيا وواجبا، لا كرما من نافلة القول، وكونها وزارة خارجية لا يلغي مسؤوليتها الداخلية عن حقوق ممثلي قطر الرسميين والمعتمدين في قطر وخارجها.كما ننتهز هذه الفرصة لنبارك للخطوط الجوية القطرية حصدها ثلاث جوائز في حفل بزنس ترافيلر 2015 الذي أقيم في لندن مؤخرا، كـ "أفضل شركة طيران" و"أفضل درجة رجال أعمال" للعام الثالث على التوالي، و"أفضل شركة طيران شرق أوسطية".كما نبارك للقطرية عيد ميلادها وبلوغها 18 ربيعا من العطاء والنمو المتسارع.. ونذكّرها مجددا بأن الزواج من أجنبي لا بد — قانونيا — أن يمرّ أولا على لجنة الزواج للموافقة عليه.. قبل الشروع فيه.يتبع "القطرية والقطريون " في مقال قادم .